-
المتحدث باسم الرئاسة المصرية: القاهرة والرياض تتفقان على زيادة الاستثمارات ومنح الفرص للعمالة المصرية
-
وزير الخارجية: العلاقات المصرية - السعودية ستشهد تطوراً كبيراً بعد الزيارة
اجرى الرئيس المصري د.محمد مرسي محادثات «مثمرة لصالح استقرار المنطقة» خلال زيارته الى السعودية التي اختارها لتكون وجهته الاولى بعد انتخابه مما يؤكد الاهمية التي يكنها للعلاقات مع المملكة العربية السعودية.
وقال محمد مرسي ان المحادثات مع خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء امس الاول في جدة كانت «مثمرة وبناءة لصالح مصر والمملكة وشعوب المنطقة».
واضاف في ختام الاجتماع ان استقرار المنطقة «يستلزم استقرار مصر والخليج وخصوصا السعودية نحن ندعم هذا ونمضي عليه والحديث والحوار بيننا كله لصالح المنطقة واستقرارها ولصالح الشعبين».
وأكد حرصه على ان تكون اول زياره له خارج مصر الى المملكة نظرا «لما تتمتع به العلاقات المشتركة بين البلدين من عمق تاريخي ممتد الجذور».
يذكر ان الزيارة الاولى الى الخارج لاول رئيس مصري بعد ثورة 1952 محمد نجيب كانت الى السعودية ايضا.
واعتبر مرسي ان اجتماعه بولي العهد وزير الدفاع الامير سلمان بن عبدالعزيز يأتي «استكمالا لبعض النقاط الكثيرة الطيبة التي كانت مستمرة ونريد لها تقوية أكثر في المستقبل».
وكان الملك عبدالله ومرسي بحثا مساء امس الأول «آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات ومجمل الاوضاع والتطورات التي تشهدها الساحتان الاقليمية والدولية وموقف البلدين» حيالها.
لكن لم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل حول ماهية المحادثات. وقد وصل الرئيس المصري الى مطار جدة مساء امس الاول، وادى مناسك العمرة امس.
ولبى مرسي، الذي يرافقه وزير الخارجية محمد عمرو ورئيس المخابرات محمد موافي، الدعوة التي تلقاها من الملك عبدالله كأول زيارة الى الخارج منذ انتخابه في يونيو الماضي.
وبينما كانت العلاقات بين السعودية ومصر وثيقة جدا ابان عهد مبارك الذي اطاحت به ثورة شعبية في فبراير 2011، كان الاخوان المسلمون يتقربون من ايران.
واندلعت ازمة ديبلوماسية بين البلدين عندما اغلقت السعودية في 28 ابريل سفارتها في القاهرة وقنصليتيها في الاسكندرية والسويس بعد تظاهرات طالبت بالافراج عن محام وناشط حقوقي مصري اعتقل في السعودية بتهمة تهريب حبوب مخدرة وادوية يحظر تناولها دون وصفة طبية. وكان السفير السعودي لدى القاهرة احمد قطان قال السبت الماضي ان الزيارة «ستسهم في تدعيم العلاقات بين البلدين والقيادتين ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة زيادة في حجم الاستثمارات السعودية في مصر»، لافتا الانتباه الى انه «لا يمكن حصر العلاقات في موضوع التعاون الاقتصادي فقط». واكد ان «العلاقات بين البلدين أكبر من هذا بكثير». وتابع ان «الاستثمارات السعودية زادت في مصر ولم تقل في مرحلة ما بعد الثورة وكذلك التبادل التجاري.
وقد ارتفع عدد العاملين المصريين في المملكة من مليون ونصف المليون قبل الثورة إلى مليون و650 الفا حاليا».
من جانبه، صرح د.ياسر علي القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأنه تم الاتفاق خلال مباحثات الرئيس محمد مرسي مع القيادة السعودية على زيادة الاستثمارات السعودية في مصر، ومنح المزيد من الفرص للعمالة المصرية الماهرة للعمل في المملكة، وحل القضايا العالقة ومشاكل الربط البري التي تعوق تدفق التبادل التجاري والاستثماري.
ووصف د.ياسر على، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، لقاء الرئيس مرسي بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الليلة قبل الماضية بأنه كان لقاء مفعما بالود والتفاهم التي تدل على مدى ارتباط البلدين حكومة وشعبا، وحرص الجانبين على أن تكون آفاق التعاون مثمرة وأفضل من سابقتها.
وأضاف أنه تم خلال المباحثات بين الرئيس مرسي وولي العهد السعودي الأمير سلمان عبدالله بن عبدالعزيز الليلة الماضية تناول مجموعة من القضايا خاصة بالاستثمارات السعودية في مصر، والضمانات التي تقدمها الحكومة المصرية لهذه الاستثمارات وزيادتها من أجل خلق فرص عمل اكثر للشباب المصري.
وأوضح د.ياسر علي أن المباحثات تناولت أيضا بعض القضايا الخاصة بتسهيل قضايا الحج والعمرة للمصريين، وقضايا العمل العربي المشترك ومواجهة الأخطار المحيطة بالأمة العربية، كما تم الاتفاق على دعم العمل العربي المشترك بشكل كبير وتفعيل دور جامعة الدول العربية في هذا الجانب. وحول معوقات الاستثمار والمخاوف والقضايا العالقة للمستثمرين السعودية، قال د.ياسر علي إنه تم أيضا مناقشتها وبحث سبل حلها وإزالة المخاوف، وكان قد تمت مناقشتها مع السفير السعودي في القاهرة، وتعهد الرئيس مرسي بالعمل على سرعة حل هذه القضايا حرصا من مصر على أن يجد المستثمر العربي والسعودي على وجه الخصوص في مصر مناخا جاذبا وآمنا للاستثمارات.
وأكد د.ياسر علي القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أنه في ظل الاستقرار السياسي في مصر بعد انتخاب الرئيس مرسي وبعد استكمال المسار السياسي فان مناخ الاستثمار في مصر أصبح جاذبا وواعدا للمزيد من الاستثمارات العربية والاجنبية.
وأضاف أن ولي العهد السعودي اقترح ضرورة تكثيف الزيارات المتبادلة بين المسؤولين ورجال الأعمال من الجانبين بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة المصرية الجديدة، بحيث يتم عرض كل آفاق الاستثمار ودعم حركة التواصل، كما تم الاتفاق أيضا على العمل من أجل حل جميع مشاكل الربط البري بين الجانبين وتكثيف المباحثات في هذا الاطار، من أجل مضاعفة حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية.
وأوضح أنه تم أيضا بحث أحوال الجالية المصرية في السعودية البالغ عددها أكثر من مليون مصري، حيث أكد ولي العهد السعودي أنهم محل ترحيب وتقدير من جانب أشقائهم السعوديين على جميع المستويات، كما تم الاتفاق على منح مزيد من الفرص للعمالة المصرية في المملكة والاستفادة من الخبرات والعمالة المصرية الماهرة، مشيرا إلى أن مصر تمتلك المهارات والكفاءات الفنية في جميع التخصصات التي يحتاج إليها السوق السعودي.
وقال د.ياسر علي إنه تم التطرق أيضا إلى ملف المعتقلين المصريين في السجون السعودية، حيث حصل الجانب المصري على حصر دقيق لاعداد هؤلاء المعتقلين ونوعية القضايا، وقال «إن شاء الله ستكون هناك اخبار جيدة في المستقبل».
الى ذلك أكد السيد محمد كامل عمرو وزير الخارجية ان العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية سوف تشهد خلال المرحلة المقبلة مزيدا من التطور والنمو والازدهار، بعد الزيارة.
وقال الوزير عمرو، في تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بالرياض، «إن مصر والسعودية تشكلان حجر الزاوية في مسيرة العمل العربي المشترك، وأي تقدم في العلاقات بين البلدين يصب في صالح المنطقة كلها».
وأضاف أن الزيارة سوف تترك آثارا ايجابية في النواحي الاقتصادية في إطار العلاقات المستمرة القوية بين الدولتين، ووصف زيارة الرئيس مرسي للسعودية بأنها تأتي في إطار العلاقات القوية التاريخية بين مصر والمملكة.
وحول الاستثمارات السعودية في مصر، أعرب وزير الخارجية عن أمله في أن تشهد طفرة كبيرة في المرحلة المقبلة في ظل حرص مصر بعد الثورة على جذب الاستثمارات وعلى سلامتها وعلى حرمة المال الخاص وإزالة كل العقبات والمشاكل من خلال اللقاءات والمفاوضات.
الرئيس المصري يبكي في صلاة الفجر بالمسجد الحرام
أجهش الرئيس المصري د.محمد مرسي بالبكاء عندما قرأ إمام الحرم المكي في صلاة فجر امس الآية التالية من سورة إبراهيم «وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال».
وكان مرسي يرتدي ملابس الإحرام وانتهى من أداء العمرة، وظهر عليه التأثر الشديد بالآيات القرآنية التي يتلوها الإمام، وانتشرت هذه الصورة مع فيديو أداء صلاة الفجر وتلاوة الإمام، على مواقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك وتويتر ويوتيوب.
ووصل عدد المشاركات لصورة الرئيس مرسي أثناء أداء صلاة الفجر خلال ساعتين فقط من نشرها في موقع قناة «العربية» على الفيسبوك 3800 مشاركة، و3500 إعجاب (لايك).
وحرص الرئيس مرسي على إلقاء السلام على كل من قابله أثناء دخوله المسجد الحرام في ساعة مبكرة من صباح الخميس لأداء العمرة، مشددا على تخفيف الحراسة الشخصية الملازمة له أو التواجد الأمني بجواره إلى أدنى درجة، سواء من جانب الطاقم الأمني المصري، أو من الأمن السعودي، لرغبته في عدم إزعاج المصلين في الحرم المكي.
وركزت كاميرات التلفزيون السعودي على د.مرسي وهو يصلي الفجر ويبكي أثناء قراءة آيات من سورة إبراهيم، وعند وصوله إلى الحرم ترجل الرئيس المصري، وأخذ يلقي السلام والتحية على كل من شاهده حتى انتظم في الصفوف، ورصدت كاميرا قناة «القرآن الكريم» التي تبث من الحرم المكي طوال اليوم بكاء مرسي عند سماع لآية «وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم...».
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت التعليقات العاطفية على المشهد، فكتب أحدهم «عينان لا تمسهما النار.. عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله»، وكتب آخر «وكأن الآيات يخاطب بها مرسي.. سبحان الله» وكتب ثالث «ما أجمل العبد حينما يخشع ويخضع».
وكان بصحبة الرئيس مرسي سفير مصر في الرياض محمد عوف، وكذلك سفير السعودية في القاهرة أحمد قطان، في حين كان في استقباله في مكة المكرمة أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل.
يذكر أن الرئيس مرسي أخذ زوجته معه، وقد انتظرت في مكان إقامة الرئيس حتى انتهاء المشاورات والمحادثات بين مرسي والعاهل السعودي