تعجبت من الهجوم الحاد على سمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد النواف من جانب بعض الذين يحاولون نسب أنفسهم إلى المعارضة، مدعين عدة أشياء باطلة، وهي مجرد أضغاث أحلام لا تمت للواقع بشيء، وحقيقة تربكني فكرة وجود فئة من بيننا لديها شغف بالانتقاد حتى وإن كان على غير حق، وكأن حياتهم تقوم على فلسفة «أنا أعترض إذاً أنا موجود»، وكم كنت أتمنى أن تتحرك رموز المعارضة المعروفة لدينا جميعا لدرء تلك النوعية من «المتشبهات» بالمعارضة ويسعون إلى تحقيق أعراض وأهداف أخرى بخلاف ما يدعونه.
كنت أؤيد وبشدة فكرة إقالة الحكومة السابقة وحل المجلس، وبقرار سام من صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، تحققت رغبة الشعب، وكان الهدف من المعارضة في ذلك التوقيت السعي إلى إخراج الكويت من دائرة الفساد التي صنعها البعض وتأذى منها المجتمع بأسره، وبعد أن تحققت مطالبنا وتعيين سمو الشيخ أحمد النواف، محبوب الشعب، والذي نثق به إلى أبعد الحدود، كان علينا أن نجعل من أنفسنا سواعد تعيينه على إحداث التغيير الذي نطمح له، لكننا فوجئنا بمن يهاجمونه وهم لا يدركون بأنهم يهاجمون شعباً بأكمله.
الانتقاد وتعدد الآراء أمر صحي سياسي وإيجابي، لكن متى ننتقد وماذا ننتقد هذا ما يجب علينا التفكير فيه حينما يتم التعامل مع الشأن العام للدولة، ولكن لأن البعض لا يدركون قيمة وحجم الكلمة فإنهم يتفوهون بأشياء لا يدركون تأثيرها على الآخرين، ولعل جميعنا قد وصلنا إلى مسامعنا الكلمة الشهيرة التي تم تداولها على نطاق واسع خلال الأيام الماضية «ما هكذا تورد الإبل»، ورغم أن الجملة قيلت في سياق الانتقاد، إلا أن المفاجئ في الأمر أن الشعب تعامل معها بنوع من الفكاهة دون أن يجعلوا لها وزنا ولا قيمة، لأنهم يملكون قدرا كبيرا من الثقة نحو حكومتهم الجديدة.
إن كان البعض يظن أن لدينا مواطنا كويتيا واحدا يشغل منصب رئيس الوزراء، هو سمو الشيخ أحمد النواف فإنهم خاطئون، فجميعنا «أحمد النواف»، نحن سواعد تشاركه البناء، وعيون تشاركه التطلع إلى المستقبل، وآذان صاغية لقرارات ستجعل من حياتنا أفضل، وفي نفس الوقت هناك نواب قادمون يراقبون عمل الحكومة وسيعطونها الفرصة الكافية للعمل.
هرمنا تصريحات لا تغني ولا تسمن من جوع!
والله المستعان.