عبدالهادي الصالح
يصادفني بعض الاخوة فيسألونني عما اذا كان بعض النواب الاسلاميين قد ضغطوا على سمو رئيس مجلس الوزراء لاخراجي من التشكيل الوزاري الجديد بسبب توزيعي كتاب «الصحيفة السجادية» على الوزراء والنواب اثناء تولي حقيبة وزارة الدولة لشؤون مجلس الامة، وجوابي على ذلك بأن تشكيل الوزارة هو اختصاص وشأن سمو رئيس مجلس الوزراء الذي هو محل ثقة صاحب السمو الامير حفظه الله، ونحن لا نتدخل في ذلك، فهو يراعي باذن الله المصلحة العليا ونحن جنود لهذا الوطن نخدمه من اي موقع.
اما حكاية توزيع «الصحيفة السجادية» فهي لا تعدو محض هدية شخصية حيث اعتاد الوزراء والنواب تبادل الهدايا في المناسبات كالورود والتمور وماء زمزم او حتى الشوكولاتة البلجيكي والحلويات الفرنسية.. الخ، وذلك عند العودة من السفر.
ولذلك رأيت من المناسب للشهر الفضيل شهر رمضان شهر الدعاء ان اتشرف واتحف القيادة السياسية والوزراء والنواب بهذه الهدية التي تعتبر تراثا اسلاميا يعكس روحانية معدن العلم ومهبط الوحي من آل البيت النبوي الشريف بمقطوعات من روائع الادعية التي لا مثيل لها للامام علي بن الحسين بن امير المؤمنين علي بن ابي طالب (رضي الله عنه )، وهو الامام الرابع من ائمة اهل البيت عليهم السلام (38هـ - 95هـ) وهي ادعية في مناحي الحياة وفي العقيدة وفي التوحيد والنبوة والامامة والصحابة، والاخلاق وقضاء الحوائج والمناجاة وتفريج الهموم وقضاء الديون وللوالدين وللاولاد وطلب العافية.. الخ.
وقد كان الدعاء آلية من الآليات التي استخدمها الامام زين العابدين في تكريس المفاهيم الاسلامية الصحيحة استكمالا للمسيرة الاصلاحية التي بدأها سيد الشهداء الامام الحسين ( عليه السلام ) في الامة التي بدأت تتضعضع وتتكالب عليها قوى الفساد والظلم.
ومن الظلم كذلك ان يتم العمل على منع توزيع مثل هذا الكتاب التراثي والذي اعتبره استكمالا لمظلومية اهل البيت عليهم السلام الذين هم محل احترام وحب وتقدير جميع المسلمين امتثالا لوصية رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) «اذكركم الله في اهل بيتي». وحيث ان مثل هذه الايام يصادف ذكرى استشهاد الامام زين العابدين ( عليه السلام ) احببت ان اشير الى هذا الموضوع الذي ربما غابت عن الكثيرين تفاصيله.
واما مقدمة الكتاب التي كانت بقلم الشهيد السعيد آية الله محمد باقر الصدر المفكر الاسلامي الكبير فلئن اورد حديثا عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لم يرضه البعض فهذا شأنهم، لكن حرام ان تتم مهاجمة اهداء هذا السفر القيم ومحاولة حرمان الناس من تداوله لما فيه من النضج والكمال الرباني.
(يصادف اليوم 25 محرم ذكرى استشهاد الامام علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام )).
ملاحظة:
الكتاب مجاز من وزارة الاعلام، شخصيا مستعد لاهدائه لمن يريد.