ستستقبل كويتنا الحبيبة في الأيام القليلة المقبلة من هذا الشهر شهر فبراير 2011 رؤساء ووفود كثير من الدول للمشاركة في أعياد دولتنا الحبيبة الكويت في ذكرى مرور 50 عاما على الاستقلال، و20 عاما على التحرير، و5 أعوام على تقلد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم.
ونحن نقدر الدور الذي قامت به كل من مصر وسورية ودول مجلس التعاون الخليجي والمغرب في مساندتها للكويت واشتراكها في التحالف الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وبعض دول أوروبا، وأود في هذه المناسبة ان أرحب بضيوفنا الكرام وأقول لهم أنتم في بلدكم الثاني الكويت، ويسعدنا حضوركم احتفالاتنا الوطنية، ونحن في الكويت لن ننسى موقفكم المؤيد للحق الكويتي وقضيته العادلة يوم ان وقفتم وقفة رجل واحد أمام هذا العدوان الآثم وقلتم لا للعدوان، فلكم جزيل الشكر.. وقد وجدت قضيتنا تأييدا ودعما أدبيا وعسكريا من مختلف بلاد العالم من مؤتمر القمة العربي الذي عقد في مصر العروبة، والمؤتمر الإسلامي الذي عقد بمكة المكرمة، وكذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 45، وفي الدول الـ 5 دائمة العضوية بمجلس الأمن وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة التي وصلت قضية الكويت اليها، فكان التأييد حليفها في كل خطوة والعالم من أقصاه الى أقصاه كان يبشر بأن النصر آت عما قريب، حتى جاء هذا النصر وكان ذلك في يوم 26 فبراير 1991.
5 أعوام مضت من ولاية عهد حكيم الأمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وعلى الرغم من انها قصيرة في تاريخ الأمم إلا انها كانت حبلى بالأحداث المهمة والفارقة في تاريخ الكويت من تكريس الشرعية الدستورية واقعا، الى وضع خارطة طريق ونهج عمل، وصولا الى وضع الخطة الإنمائية الخمسية لأول مرة منذ ربع قرن في عهدة مجلس الأمة.
وإذا كان في تاريخ الأمم والشعوب رجال يصنعون تاريخ بلدانهم، وينسجون حاضرها ويرسمون مستقبلها، فالكويت حباها الله برجل من هؤلاء، انه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي تلاقت الكويت على حبه ومحبته حكومة وشعبا، جزاء وفاقا لما قدمه من عطاء على مدى 4 عقود.
خلال الـ 5 سنوات منذ تولي سموه مسند الإمارة في 29 يناير 2006 تحدث سموه الى المواطنين مرات عديدة في مناسبات مختلفة، تناول سموه خلالها قضايا عديدة، ومن أهم القضايا التي حرص سموه على التطرق اليها وحدة الصف، فقد شدد سموه على قضية الوحدة الوطنية ووحدة الصف والكلمة، والعمل بروح الفريق الواحد، وترجمة معنى المواطنة الصالحة الى واقع عملي، ففي التاسع والعشرين من يناير عام 2006 ألقى سموه كلمة بمناسبة تولي سموه مسند الإمارة، وأشار فيها الى التمسك بالوحدة الوطنية، وفي الـ 25 من فبراير من العام نفسه، ألقى سموه كلمة للمواطنين بمناسبة انتهاء فترة الحداد على وفاة الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد والعيدين الوطني والتحرير، أكد فيها على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية.
وبمناسبة مرور عام على تولي سموه مسند الإمارة في التاسع والعشرين من يناير 2007 قال سموه «ليست الوحدة الوطنية شعارا تردده الأفواه أو تكتبه الأقلام، بل هي مبدأ شديد الوضوح، وجهد شديد الإخلاص ومشاركة إيجابية واعية، تنبذ كل خلاف يهدد وحدتنا، أو يعرقل مسيرتنا، أو يزعزع أمننا» وقد شدد سموه بقوله «إنني أدعوكم من أجل الكويت، ومستقبل أبنائها، الى نبذ خلافاتكم، والكف عن توجيه الاتهام الى أحد دون بينة».
أما في 29 يناير عام 2008 فقد ألقى سموه كلمته الى المواطنين بمناسبة مرور عامين على تولي سموه مقاليد الحكم، حينما أكد فيها سموه على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ الخلافات ووحدة الصف، وإن الكويت هي الوطن والوجود، وليس لنا من سبيل للنهوض بها إلا العمل بروح الفريق الواحد، والأسرة المترابطة والمتحابة التي تحرص كل الحرص على التضحية والتفاني في خدمة الوطن ورقيه، نابذة وراءها كل خلاف يهدد دعائم وحدتنا الوطنية، ويصرفنا عن مسيرة نهضتنا المباركة، وأطل سموه على المواطنين في ليلة التاسع والعشرين من ديسمبر عام 2009 ليلقي كلمته التي نزلت كالبلسم على جراح التراشق الطائفي وخدش النسيج الاجتماعي، وتساءل سموه في استنكار لما يحدث على الساحة الداخلية قائلا: «هل بات مقبولا أن نرى من الممارسات ونسمع من العبارات ما يمس ثوابتنا الوطنية ويسيء الى نسيجنا الاجتماعي ومكوناته؟».
وبكل الأسى والألم جاءت كلمات سموه معبرة عما شهدته الساحة من تجاذبات واختلافات فقال سموه «لقد هالني وأحزنني ان تشهد الساحة الكويتية مثل هذه الأجواء القاتمة وما انطوت عليه من مظاهر وممارسات وأصداء انفعالية غير محسوبة التداعيات والعواقب مشحونة بالنزعات والنعرات المقيتة بما تحمله من بذور الفتنة التي تهدد ركائز ومقومات مجتمعنا في أمنه واستقراره وتهدد بالخطر الشديد أعز ما نملك من مكتسباتنا وثوابتنا الوطنية» وقد رسم سموه خارطة طريق للخروج من هذه المحنة التي تكاد تعصف بالوطن وتهز ثوابته الوطنية ولحمتها فقال: «إن أشرف الصدق الانتماء لهذه الأرض الطاهرة فهو ميزان تفاضلنا ورسالتنا السامية في ترسيخ وحدتنا الوطنية وإذكاء روحها وتأصيل مفهومها فهي حق الوطن في أعناقنا وقدرنا المشترك».
وأخيرا نتضرع الى الله تعالى بالدعاء ليحفظ لنا الكويت من كل مكروه، ويحفظ لنا أميرنا الشيخ صباح الأحمد والحكومة الرشيدة من كل مكروه.
[email protected]