عبدالله بوير
عندما وصلت العلاقة مع مجلس الامة الى طريق مسدود يصعب معها العمل، وفقد التعاون تماما بين السلطتين وأصبحت الاستجوابات تقدم بالجملة كالبراكين، انتشر التصعيد غير المبرر والمطالبة بصعود رئيس مجلس الوزراء المنصة، قام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بقبول استقالة رئيس الحكومة والوزراء، على ان تستمر الحكومة بتصريف العاجل من الامور الى حين صدور مرسوم بتشكيل الحكومة الجديدة، وبعد ذلك حسم سموه الأمر وحلّ المجلس، حيث اصدر صاحب السمو الأمير مرسوما رقم 85/2009 حل بموجبه وفق المادة 107 من الدستور، مجلس الامة وألقى سموه بالمناسبة خطابا تاريخيا وضع اليد من خلاله على جروح الكويت وأهلها، وحدد فيه الاطر للخروج من الازمة التي وقعت فيها البلاد نتيجة لغياب التعاون بين السلطتين، داعيا سموه الشعب لانتخاب برلمان جديد ينهض بمسؤولياته في صيانة الكويت واستقرارها، وتركز خطاب سموه في جزئه الاكبر على الحديث عن الاساءة في استخدام الممارسات البرلمانية وتحولها الى مماحكات وممارسات محمومة هددت الديموقراطية وشوهت الحرية، وأفسدت التعاون المأمول بين السلطتين، وأشاعت التوتر وتجازوت كل الحدود وأضحت سبيلا لاستفزاز مشاعر الناس وتحريضهم واذكاء رماد الفتنة لعن الله من يوقظها، وتلمس سموه من خلال لقاءاته المتعددة مع المواطنين في مختلف المناطق مشاعر القلق والاستياء التي باتت تقض مضاجعهم وتؤرقهم بسبب الخلل الذي يشوب العمل البرلماني والمزايدات على المنابر وفي وسائل الاعلام والتعسف في استخدام الاستجوابات.
واكد سموه على التمسك بالدستور والنهج الديموقراطي واحترام حق النائب في ممارسة حقه الدستوري بالاستجواب، وشدد سموه على ضرورة ان تكون الاستجوابات في اطارها الصحيح لتحقيق اهدافها الوطنية بعيدا عن الكيدية والشخصانية والا صار الحق أشبه بالباطل، فكل حق مهما كان نوعه له شروط وضوابط.
كما ألقى صاحب السمو الضوء على وجود أوجه قصور عديدة في عمل السلطة التنفيذية تستوجب اعادة النظر فيها ودعا الى حركة تصحيحية في بعض وسائل الاعلام، واكد سموه ان حل مجلس الامة خيار ملح وعاجل تمليه أمانة المسؤولية، وقال سموه: «ليعلم الجميع انني ومن منطلق امانة المسؤولية الوطنية التي احملها لن أتردد في اتخاذ اي خطوة لصيانة امن الوطن واستقراره والحفاظ على مصالحه وحماية ثوابته ومكتسباته فليس هناك اكبر وأهم وأغلى من الكويت وأهلها الأوفياء، فلن نسمح لكائن من كان ان يدنس نهر الحرية والديموقراطية والألفة، وعلينا ان نحكم دائرة السياج لحماية النعم العظيمة التي حبانا الله بها وان تلتقي قلوبنا وتلتف سواعدنا لنكون جميعا درعا لهذا الوطن».
وقال سموه ان بعضنا غرتهم نعم الله علينا فاعتادوها وطال عليهم الامد، فقست قلوبهم وراحوا يتبارون في مماحكات وممارسات محمومة تهدد سلامة بلدنا واستقراره ويعرضون شعبنا بأكمله للخطر الذي ليس وراءه خطر، فهل يليق ان تتحول قبة البرلمان الى ساحة للجدل العقيم والخلافات وافتعال الازمات وتعج بها الممارسات الشخصانية وعبارات التشكيك والاهانة بين ابناء الوطن الواحد؟!
نتمنى في هذه المرة ان يوفق الناخب في اختيار المرشح الاكفأ لنحصل على برلمان ينهض بمسؤولياته في صيانة الوطن، ونطلب من الجميع ان يشارك في هذه المسؤولية رجالا ونساء.
كما أكد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، على ان تكون الانتخابات المقبلة مثالا للنزاهة ونموذجا لممارسة الديموقراطية الواعية، وان توضع الثقة بيد من يستحقها ومن يكون جديرا بحمل امانة تمثيل الامة والنيابة عنها.
كما تمنى سموه ان يكون التشكيل الحكومي تشكيلا جديدا في نهجه واشخاصه واسلوب ادارته وطريقة عمله.
حـــفظ الله الـــكويت وشعبها من كل مــــكروه، وندعوه أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا الشيخ صباح الأحمد والحكومة الرشيدة.