ماذا لو أصبح كريه الوجه والشكل واللسان والفكر والاسم الذي «تكش» منه الأبدان دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، وأنا أجزم انه لن يكون رئيسا حسب قراءاتي المتواضعة للمؤشرات الانتخابية، وان وصل الى الصدارة مؤخرا، فيوم الحسم سيكون مختلفا وسيقع في شر أعماله!
لنفترض ان حساباتي خاطئة، وأصبح رئيسا لأميركا، ماذا سيكون ردة فعله؟ وماذا سيقول؟ وماذا نحن معه فاعلون؟
1 ـ سيظهر على التلفاز ويشكر ناخبيه على الثقة، واذا اختلى بنفسه ـ فيما بعد ـ سيلعن أبو الساعة التي تكلم فيها بعنصريته الفجة، وسيفكر كيف يواجه العالم الذي أساء إليه!
2 ـ سيظهر على التلفاز ويشكر أميركا على الثقة الزائدة التي أولته اياها، ولأنه أصبح على قدر الثقة الأميركية الزائدة، فإنه سيعمل لصالح أميركا، فقط أميركا، ولا شيء غير أميركا، هكذا سيخاطب أميركا بزيادة لا نقصان!
3 ـ بعد فترة سيظهر على التلفاز من جديد، ويقول أميركا دولة عظمى وشعبها عظيم، ولها أعداء وأصدقاء عظام، وسأمد يدي العظيمة اليمنى للأصدقاء، وأحارب بيدي غير العظيمة اليسرى الأعداء، ولن أقف مكتوف اليدين!
4 ـ بعدها سيظهر على التلفاز ويقول: أنا لا اختلف مع الصين واليابان ولا الدول اللاتينية والافريقية والآسيوية والعربية والإسلامية ـ وهي الدول التي حاربها بشدة ـ طالما هي تمد أياديها الطاهرة النظيفة لي، وأمد أنا يدي النظيفة لها، والتي تهددها، لنعيش بسلام ووئام، ومن غير كلام!
5 ـ وبعد أيام سيظهر على التلفاز ويقول: اليوم عرفت تماما من هم اصدقاء أميركا، ومن هم أعداؤها، وسآتيكم بالخبر اليقين لاحقا!
6 ـ ولاحقا يعود ويقول: العرب والمسلمون ـ وهم الذين حاربهم بوقاحته ـ ليسوا أعداءنا، عرفت ذلك بعد ان بيض ـ البيت الأبيض ـ وجهي بالبياض الجميل، وبمستشاريه الذين أكدوا لي أنهم أناس طيبون، وقد جربتهم انا شخصيا بأمانهم وأمانتهم عندما فتحت شركاتي الكثيرة في دولهم، وتضاعفت أرباحي، وحرام منعهم من دخول أميركا لانعاش اقتصادها وتجارتها، وتوفير فرص العمل للأميركان العاطلين!
ولأن الشعب الأميركي العاطل، شعب طيب وساذج وعلى نياته ـ كما أعرفه ـ يحب العطلة ويريد ان يعمل، سيبارك خطواته خطوة خطوة، وينسى إساءاته إساءة إساءة، ويجلس متأدبا، ويفكر في رئيسه القادم!
كل هذا ليس مهما للأميركان، المهم هو ردة فعلنا نحن العرب والمسلمين والدول التي حاربها في مناظراته الانتخابية، سنتصدر المشهد العالمي الواسع ونرفع صدورنا نشوة، وعقلنا فخرا، ونصفق له بحرارة ونقول: «يستاهل الطيب، صچ طلع خوش رجال!»، و«تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي»، نحن والأميركان!
أعجبني كثيرا انتقاد الجميلة انچيلينا چولي عنصرية ترامب وتصريحاته المعادية للإسلام والمسلمين، مخاطبة إياه بالقول: انت مخطئ، ولا تعرف حقيقة الإسلام والمسلمين!