هطلت الأمطار على الكويت مساء الجمعة الماضي وحملت معها الارتجال وعدم التخطيط والإهمال الذي انكشف مع تدفق مياه الأمطار وعدم قدرة مناهيل الصرف على استيعابها وتعطل مضخات السحب، هذه الصورة تحكي لنا إهمال وزارة الأشغال لتحمل المسؤوليات بين المقاولين وقطاعات الوزارة وهذه ليست المرة الاولى التي تحدث بهذه الصورة وكل من شاهد السيارات تغوص في بحيرات المياه التي للأسف عجزت المناهيل عن استيعاب الأمطار وأخذ السائقون الذين تحولوا بقدرة قادر الى سباحين يصارعون هذه المياه الغزيرة، وللاسف لم تتعظ هذه الوزارة من الحوادث السابقة والخوف الذي اصاب سكان الصباحية وما يحيطها وكذلك جسر المنقف وكل هذا من عجز المضحات عن سحب المياه وتصريفها ولقد اخذ الناس ينقذون ارواح الاطفال والنساء الى بر الامان، وتسببت هذه الامطار في حوادث مرورية وتوقف الحركة ودخول المياه الى المنازل.
ووزارة الأشغال بإهمالها وارتجالاتها يعلمون أننا مقبلون على فصل الشتاء واحتمال نزول أمطار غزيرة على البلاد ومن المفترض إجراء صيانة شاملة كاملة جادة قبل شهور وجاءت ساعات قليلة من الأمطار لتكشف لنا أن إجراءات الطوارئ هي مجرد كلام على ورق وأن التصريحات لا تنفع وتحدث كل هذه الكوارث والإهمال ونحن في بلد النفط والذي للأسف تبعثر أمواله في كل مكان، اسألوا من كان حظه عاثرا وفاجأه المطر ماذا حدث له؟! وكيف تم انقاذه ان تحضر الامم يقاس بأسلوب تعاملها مع الازمات، ونحن مع الاسف لا نتعظ فتتوالى علينا الكوارث ولا نستفيد منها ولا نترجم دروسها الى عظات فليقل لنا المسؤولون ماذا فعلوا خلال الثلاثة اشهر الماضية لتكون شبكة الصرف جاهزة لاستقبال الشتاء والتنبؤ بالحالة الجوية وهطل الامطار؟! لم يعد ذلك شيئا مستحيلا في زمن التقدم العلمي والأقمار الاصطناعية التي أشارت الى احتمال هطول أمطار غزيرة فكيف لنا ان نعد انفسنا لمجابهة خطر الأمطار القادمة في ظل مضخات رفع لا تعمل بكفاءة تامة أين لجنة الطوارئ؟! ساعات قليلة من الامطار أغرقت الكويت وأوقفت حركة السير واختناقات وازدحام وحوادث في كل مكان، ساعات قليلة من الامطار كشفت زيف كل الادعاءات والتصريحات وكشفت مدى وهن أجهزتنا وعجزها عن مواجهة اي طارئ، فماذا لو هطلت الامطار أياما لتحول من في الكويت الى غرقى داخل بيوتهم يا أيها المسؤولون اتقوا الله في بلدكم وأعيدوا مراجعة حساباتكم وخطط الطوارئ وأول ما تراجعونه القائمين على هذه الخطط هل هم قادرون على السمو فوق آلامهم والنزول الى الشارع ليتأكدوا بأنفسهم من صلاحية كل شيء ويفرضون رقابة صارمة على مرؤوسيهم تحقيقا للامن والامان لأمنا الكويت؟ فمراجعة شاملة نطالب بها لكل خطط الطوارئ من الألف الى الياء بكل تفاصيلها وتدارك القصور الذي تكشف وتكشف على أول محك يصادفنا ومحاسبة كل مقصر في وزارته او في عمله بدأ بالمسؤول الكبير ثم من يليه المسؤولية قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي
أسال الله في هذه الأيام المباركة أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم آمين.
[email protected]