عدنان الشمري
كعادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يقود سفينة الكويت نحو بر الأمان، كعادته يخاطب الأمة بروح الأبوة قبل واجب المسؤولية.
وكعادة سموه، يتخذ قرارا يحفظ الوحدة الوطنية ويصون وجهتها، بكلمات سامية تصدر من قلب أبوي ينشد لأبنائه الرفعة والمنعة والازدهار، والحفاظ على العهد الوطيد الذي يجمع كلمتهم ويضمن أمنهم ويحفظ استقرارهم، كما بين سموه في نطقه السامي الذي من خلاله أصدر مرسوما أميريا بحل مجلس الأمة والدعوة لانتخابات نيابية جديدة.
لقد قام سموه بممارسة دوره الأبوي تجاه الأمة، والآن يبقى دور الأمة في حفظ الأمانة التي حمّلها سموه للشعب الكويتي راجيا صونها ورعايتها.
فقد بيّن سموه للشعب أنه اتخذ قرارا ليس يسيرا على قلبه إلا بعد أن أصبح خيار الحل أمرا ملحّا وعاجلا، ولذلك لجأ إلى حل مجلس الأمة وفقا لأحكام المادة (107) من الدستور.
داعيا في الوقت ذاته الشعب إلى انتخاب مجلس نيابي جديد ينهض بمسؤولياته الجسام في صيانة أمن الوطن وسيادته، ويتحمل مسؤولية التطوير والتنمية في روح من التعاون الواعي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، فذلك هو حجر الزاوية في نماء كل وطن وهو مركز الانطلاق إلى كل هدف.
لقد بيّن صاحب السمو الأمير من خلال خطابه مقدار الحزن والأسف لما آلت إليه الأوضاع بسبب الممارسات التي شوهت وجه الحرية والديموقراطية، كما تطرق إلى أوجه القصور في أداء الأجهزة الحكومية.
ولكن يجب على الشعب أن يعي تساؤل صاحب السمو الأمير عندما قال: هل يمكن أن يتحقق الإنجاز المطلوب في ظل أجواء مشحونة بغيوم الشد والتوتر والتعسف والتشكيك والترهيب؟ كما طلب سموه من الشعب الكويتي أن يعينه بقوة، وأنه على ثقة تامة بأنه حريص على ممارسة واجبه الوطني المسؤول في حسن اختيار من يمثله في صون مصلحة الكويت حاضرا ومستقبلا وتحقيق تطلعاته في وطن آمن مستقر مزدهر.
ناخبي مجلس 2009 المقبل، كنتم السبب في الأزمة التي حصلت من خلال انتخابكم لمجلس تأزيمي، قمتم باختيار من تسبب في حدوث كل هذه الأزمات وكل هذه الأجواء المشحونة، لقد كنتم سببا في إيصال من عطل المصالح وأوقف برامج التنمية وتجاهل قضايا الشعب الكويتي.
واليوم وبفضل حكمة سموه الكرة عادت إلى ملعبكم، فهل ستقومون بقراءة متأنية لمفردات خطابه وترعون الأمانة التي حملكم إياها؟ هل ستتذكرون العبارات التي نطق بها، حفظه الله، وأنتم تمارسون واجبكم الوطني؟ هل ستراعون الله في الكويت وأنتم تذهبون إلى صناديق الاقتراع في شهر مايو المقبل؟ هل سيكون معياركم أثناء التصويت مصلحة الكويت؟ أم أنكم ستعودون مرة أخرى إلى المعايير السابقة التي تسببت في كل تلك الأزمات؟ أتمنى أن تعوا جيدا الدور الوطني المناط بكم، وأتمنى أن تكونوا على قدر المسؤولية وتردوا الجميل لصاحب السمو الأمير وترعون الأمانة التي تركها في أعناقكم.
أتمنى أن تفهموا جيدا كلمات سموه وتقرأوا ما بين السطور، أتمنى أن تفهموا جيدا أن امتحان الدور الثاني لا يتكرر دائما.