عدنان الشمري
بعد الإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية للمجلس القادم، تتجه جميع الأنظار نحو مبنى المجلس وهي تترقب عما ستفسر عنه النتائج النهائية لهذه الانتخابات، فجميع الأعين مصوبة نحو المرشحين وهي تنتظر أن تشاهد أي جديد من تصريح أو برنامج يستطيع أن يغير الواقع السياسي المشحون والذي رسمته المجالس السابقة.
وكثيرون هم المترقبون، الناخب، الحكومة، المحلل السياسي، بل حتى الشعوب الخليجية والعربية التي تنظر للتجربة الديموقراطية الكويتية بعين من الغيرة مع خوف على هذه المسيرة الحافلة من أن تتعطل أو تتوقف، مسؤولية تاريخية تنتظر من سيصل للمجلس المقبل، فالأعضاء القادمون سيكونون في وضع لا يحسدون عليه لأنهم مطالبون بأن تكون لديهم القدرة على رسم صورة مغايرة عن المجالس السابقة، مطالبون بأن يتمكنوا من إعادة ثقة الشارع وإيمانه بدور مجلس الأمة عبر الأداء الذي من خلاله تتغير وتنتفي صفة التأزيم التي لاصقت من سبقهم في مجلسي 2006 و2008.
السادة مرشحو مجلس الأمة، يجب أن تعلموا جيدا أنكم تخوضون الانتخابات البرلمانية على ضوء عدة متغيرات على الساحة المحلية، وأن هذه الانتخابات أتت إثر حل المجلس السابق الذي اكتسب صفة التأزيم وبامتياز وعن جدارة، فالمطلوب منكم مخاطبة الشارع الكويتي بلغة يستطيع هضمها، لغة تنسجم مع رغبة الجميع في تجاوز تلك المرحلة، لغة تستطيع الحكومة المقبلة أن تترجمها بالتعاون مع المجلس القادم إلى أرقام لمشاريع وخطط تنموية واقتصادية.
لقد ملّ الناس لغة حوار الطرشان ولغة التهديد المطعمة بمادة الاستجوابات الدسمة التي لم يستطع أي فرد في الكويت أن يهضمها، لقد ملّ الناس من كثرة التصريحات والوعود وسئموا من لغة الخطابة ومفردات السجع والقافية.
يريد الناخبون برنامج عمل جدي مع الحكومة، وهذا الأمر بسيط جدا لا يحتاج إلى معادلات لكي يتم فهمها، فمعادلة المجلس القادم لا تقبل القسمة على اثنين، فانتبهوا وتحملوا مسؤولياتكم التي ستتحملونها فور دخولكم تحت قبة، المغفور له، الشيخ عبدالله السالم، المسيرة الديموقراطية الكويتية أمانة في أعناقكم فتحملوا هذه الأمانة وصونوها من خلال ترك كل الممارسات الخاطئة.
فالشعب يريد مجلسا يقوم بواجبه التشريعي والرقابي معا، مجلسا يجيد استخدام صلاحياته دونما أي مبالغة، مجلسا يقوم بمراجعة الحالة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية للبلد ويمد يد العون للحكومة حتى يتم القضاء على الملفات العالقة والتي باتت لا تحتمل التأجيل، الكل ينتظر والكل يترقب، والجميع يأمل في أن يشاهدوا ما يتمنونه من سنين.
السادة المرشحون، صدقوني إنها مسؤولية تاريخية وأمانة ثقيلة، ملفات عديدة وقضايا كثيرة، وآمال شعبية عدة معلقة تنتظر مجلسا مختلفا وقادرا على إنجاز كل شيء مع الحكومة، معادلتكم ستكون صعبة وسهلة في نفس الوقت، لأن معيار الصعوبة والسهولة سيكون في متناول أيديكم ومن خلال أدائكم المرتقب.