عدنان فلاح الشمري
كل عام وأنتم بخير، وأتمنى من الله عز وجل أن يتقبل من الجميع صيامهم ودعاءهم وقيامهم وأن يبارك لنا في هذا الشهر المبارك حتى ننال رضا الله سبحانه وتعالى. ولا بأس أن نخرج قليلا عن أجواء الكتابات المعتادة ونترك مناقشة الأمور السياسية قليلا، وأن نذكر للقارئ الكريم بعض النوادر المتعلقة بشهر رمضان، خصوصا أن شهر رمضان المبارك قد أطل علينا هذه السنة ونحن في شهر أغسطس الحار جدا، بالإضافة إلى موجة الرطوبة العالية التي زادت من مشقة الصوم خصوصا لمن يعمل أو يتحرك كثيرا في الخارج خلال فترات النهار، هذه الأجواء الحارة مرت على الشاعر العباسي ابن الرومي عندما صام شهر رمضان في نفس الظروف، فقال في عدة أبيات وهو يصف معاناته من الحر والعطش:
- شهر الصيام مبارك ما لم يكن في شهر آب
- اللـيـل فــيــه ســاعـــة ونهاره يوم الحساب
- خفت العــذاب فصمتـه فوقعت في نفس العذاب
ولكن نتمنى ألا تصل المعاناة إلى ذلك الحد الذي وصل اليه ابن الرومي، فجعلته يصف نهار شهر رمضان بأنه كيوم الحساب وكعذاب الآخرة، لأننا نعتقد بأن شهر رمضان دائما شهر مبارك سواء أوقع في آب أم في كانون الأول. فهذا الشهر دائما يأتينا بالبركات والألطاف الإلهية، وهو شهر الجوائز الربانية وشهر الهبات والعطايا، فيكفي الصائم أن نومه عبادة وأنفاسه تسبيح، ودعاءه مستجاب وأعماله مقبولة وذنوبه مغفورة بإذن الله تعالى. إذن فبركة شهر رمضان ستكون دائما موجودة وسينالها الصائم إن شاء الله تعالى سواء أكان الصوم في أشهر الصيف أم في غيرها، ويكفينا من بركات هذا الشهر الفضيل أننا نعيش في زمان التكييف وأجهزة التبريد التي خففت بشكل ملحوظ من معاناة الإنسان لحرارة الجو، لولا بعض الانقطاعات المتكررة للكهرباء هنا وهناك لبعض المناطق والتي لم يعد يجدي الحديث عنها نفعا.
نادرة أخرى: جاء رجل إلى فقيه فقال: أفطرت يوما في رمضان؟ فقال له الفقيه: اقض يوما مكانه. فقال: قضيت وأتيت أهلي وقد صنعوا مأمونية ـ نوع من الحلوى الفاخرة ـ فسبقتني يدي إليها فأكلت منها، فأجابه الفقيه: اقض يوما مكانه، فقال الرجل: قضيت وأتيت أهلي وقد صنعوا هريسة، فسبقتني يدي إليها. فقال الفقيه: أرى ألا تصوم بعد ذلك إلا ويدك مغلولة إلى عنقك!
[email protected]