عدنان فلاح الشمري
يحق للمملكة العربية السعودية أن تفخر بيومها الوطني التاسع والسبعين، ويحق للشعب السعودي أن يحتفل بهذا اليوم بشكل مختلف يظهر من خلاله الشكل الجديد للمملكة، ويحق لهذا الشعب أن يفخر بهذه الإنجازات العديدة التي واكبت هذا الاحتفال. فالسعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعلنت دخولها عصرا اقتصاديا جديدا، وأنها خطت خطوات ثابتة وراسخة في مجالات عديدة وباتت اليوم تقف على أعتاب بوابة الدول المتطورة. المشهد السعودي بات مادة يومية لنشرات الأخبار، وصرنا نسمع في كل يوم إنجارا جديدا يعطينا مؤشرا على أن القيادة السعودية تسعى بخطى مدروسة نحو تقدم مبرمج، من خلال مشاريع اقتصادية وتنموية موجهة للمواطن السعودي.
لقد جاء الافتتاح الرسمي لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وبمشاركة رسمية واسعة، ليدل على أن هذه الجامعة جاءت لكي تنقل النظام التعليمي والأهداف التعليمية نحو وجهة جديدة وفريدة من نوعها في المنطقة، فقد أفصح المسؤولون عن هذه الجامعة بأن الهدف من إنشائها هو مساعدة البلاد على التنافس العالمي من أجل جلب خبرات وطاقات في مجال العلوم والتكنولوجيا، ولتحويل السعودية إلى مركز بحث علمي متميز ومرموق في المنطقة، هذه الأهداف المعلنة والمبالغ الطائلة التي أنفقت على إنشاء هذا الصرح العلمي، مع وجود كوادر علمية وإدراية لهذه الجامعة يعطيك انطباعا بأن القيادة السعودية تنظر بعين ثاقبة إلى المستقبل. لقد كانت المملكة محقة فعلا، فإن تأهيل الشباب وصقل المواهب هما الخطوة الأولى للسير في الركب العالمي، فهذا التسارع العلمي في مجال التقنيات والتكنولوجيا، وهذا التنافس المحموم في استغلال الثروات الطبيعية لابد أن يبعث على لفت انتباه كل من يريد اللحاق بالركب. إن دعوة الملك عبدالله لإنشاء هذا الصرح العلمي، وما سبقه من دعوة لإنشاء مدينة اقتصادية في منطقة رابغ على سواحل البحر الأحمر بالإضافة إلى مدن اقتصادية وصناعية عديدة في أنحاء المملكة، يعطي المتتبع للشأن السعودي تصورا ملموسا عن التخطيط المدروس من أجل نقل البلاد نقلة نوعية نحو مستقبل آمن ومزدهر. كما أن الإصلاحات الإدارية التي نسمعها من حين لآخر، يبدوا أنها جاءت مواكبة وملازمة لتعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية والبشرية التي انطلقت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز. لقد بات من الواضح أن المملكة العربية السعودية تتجه نحو مزيد من التقدم من خلال تلك المشاريع التنموية، كما أنه من الواضح جدا أن هناك حرصا من القيادة السعودية على أن يصاحب هذا الإصلاح تطويرا للبنية التحتية وذلك ما يستطيع الزائر أن يكتشفه في كل عام يزور فيه المملكة. ومن المؤكد أيضا أن الإصلاح الإداري يأخذ حيزا مهما لدى الملك عبدالله، وذلك واضح من خلال التعديلات المتلاحقة لأنظمة إدارية عديدة، فهناك تعديلات وزارية عدة وهناك تغيير طال مجلس هيئة كبار العلماء إحدى أهم المؤسسات الدينية، بل إن هناك خطوة غير مسبوقة بتعيين أول امرأة في المملكة بمنصب نائب وزير. لسنا هنا في صدد سرد للإنجازات السعودية، ولكننا نود أن نشارك المملكة والشعب السعودي أفراحهم بيومهم الوطني، لذا يحق للشعب السعودي والشعوب العربية كافة أن تفخر بهذه الإنجازات الاقتصادية والعلمية، فمبروك للسعودية احتفالها بيومها الوطني، ومبروك للشعب السعودي قيادته الحكيمة.
[email protected]