الصحوة الواضحة لدى الشباب الكويتي في المجال السياسي وإحساسهم بمسؤوليتهم نحو تحسين وتطوير العمل السياسي في الكويت ظاهرة واضحة للعيان من خلال مشاركة الشباب الكويتي في الأمور السياسية بصورة كبيرة وجريئة سواء على المستوى العملي أو الفكري، حيث يشعر الشباب بالمسؤولية السياسية عبر حماية وصيانة المصلحة العامة الكويتية، ويمكن الاستدلال على ذلك بالمشاركة الشبابية الواضحة في الكتل والحركات السياسية في الكويت، لاسيما أنهم أصبحوا مفاتيح انتخابية مهمة لدى عدد من مرشحي ونواب مجلس الأمة، ناهيك عن أن حضورهم الواضح والكبير على شبكة الانترنت من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي خاصة فيما يتعلق بالمجال السياسي أصبح أمرا جديرا بالاهتمام والتركيز والدراسة.
لقد تجلت وتجسدت في نظرنا المسؤولية السياسية لدى الشباب الكويتي من خلال اهتمامهم الواضح بالشأن السياسي المحلي والإقليمي وأحيانا العالمي، ونجد أن فهم الشباب لديناميكية العمل السياسي وقواعد الحراك السياسي أنتجت عنه مشاركة شبابية فاعلة تعبر عن ذلك الاهتمام والفهم للشأن السياسي الكويتي. والملاحظ أيضا في هذا الشأن، أن الشباب الكويتي وصل إلى منطقة الالتزام السياسي التي تقوم عليها فكرة المسؤولية، وبالتالي يدرك الشباب النتيجة الحتمية لتحمل تلك المسؤولية السياسية وعدم التنصل منها، وذلك عبر ظهورهم في وسائل الإعلام المختلفة وعلى شبكة الانترنت بالأسماء الحقيقية دون خوف ودون تستر.
الجدير بالقول، ان الشباب الكويتي ترتبط مسؤوليته السياسية بعدة مفاهيم أساسية مثل: الحقوق والواجبات، والهوية والمواطنة، والأخلاق السياسية، والقيم الديموقراطية، كما أن مسؤوليتهم السياسية ارتبطت بنمو أخلاقي ووعي اجتماعي وثقة بالنفس تسمح لهم بالانتقال بتلك المسؤولية من حدود الدائرة الأولى وهي المسؤولية الشخصية إلى الدائرة الأشمل والأوسع وهي دائرة المسؤولية المجتمعية حيث تكتمل فيها المسؤولية السياسية إلى درجة الاكتمال الأخلاقي العام والبحث عن المصلحة العامة للدولة.
وعلى نفس السياق، يلاحظ لدى هؤلاء الشباب عدم التهاون في القضايا السياسية، كما أن اللامبالاة أصبحت سمة غير موجودة لديهم، وبالتالي يجب ألا تعزل تلك الفئة عن واقع العمل السياسي الكويتي، ولابد من الترحيب بهم ودمجهم في هيكل العمل السياسي الكويتي والأخذ بآرائهم بصورة جادة وباحترام شديد.
إن الاندفاع والحماسة الزائدة لدى بعض الشباب الكويتي في الشأن السياسي قد يؤثران على شكل المسؤولية السياسية لدى الشباب الكويتي، لكن بطبيعة الحال لا يغير من مقدار وعي هؤلاء الشباب ودرجة أدوارهم السياسية والتي أعطت للحراك السياسي في الكويت شكلا وطابعا خاصا يختلف عن مثيلاتها في دول المنطقة، فالمسؤولية السياسية الخاصة بالشباب الكويتي عززت بشكل كبير العمل الديموقراطي الكويتي، لاسيما انها رفعت من مستوى المسؤولية الاجتماعية بشكل عام لتؤثر بدورها على مستوى الفكر السياسي المطلوب الذي يقوي من خلاله قيم أساسية لعل أهمها الحرص على مصلحة الكويت أولا وأخيرا.
[email protected]