كثيرا ما قرأت من تصريحات للفرقاء في الشأن الرياضي وهي تصريحات كلماتها أشبه بالسكاكين التي تقطر دما، وبسبب ما سمعت من بيانات ظاهرها حب الرياضة وباطنها سحل الرياضة.
تذكرت موقفا أعادني إلى أوائل الثمانينيات أو منتصفها، للأسف لا أتذكر السنة، حين أقيمت ندوة رياضية بإحدى صالات نادي الكويت الرياضي وكان المحاضر فيها المرحوم د.أحمد الربعي، حيث تكلم فيها عن أسباب تأخر الرياضة قائلا: إن أحد أسباب تأخر الرياضة هو وجود الشيخ فهد الأحمد فيها وكان الشهيد ـ رحمة الله عليه ـ جالسا في الصف الأمامي يستمع بكل أريحية وهو يبتسم. وما أن انتهى د.أحمد الربعي من الكلام حتى أستأذن الشهيد بإعطائه مجالا للرد وكان له ذلك، فرد الشهيد وعقَّب على كلام د.الربعي وكان ردا متزنا ومقنعا وفي غاية الاحترام، فرد الربعي موجها كلامه للشهيد: مشكلتك أنك الشيخ فهد الأحمد، فرد الشهيد فهد الأحمد وقال «يا أخوان أنا مو ذنبي أنني ولدت شيخا» فضحك الحضور بمن فيهم د.الربعي، رحم الله الفقيدان، فقد كانا ومازالا نجمان ساطعان في سماء الكويت.
لم تكن الخلافات في السابق تأخذ حجما أكبر من حجمها ولم نكن نسمع طعنا بالضمائر أو تعريضا للشخوص، فبالرغم من أن الخلافات كانت موجودة في السابق إلا أنها كانت لا تتعدى محيطها وحدودها الطبيعيين ولم يكن هناك فجور بالخصومة كما هو حاصل الآن من ضرب تحت الحزام وتهديد ووعيد، حتى أصبحنا جازمين بأن الموضوع ليس له علاقة بالرياضة بتاتا، وقد أخذ أبعادا خطيرة تجرنا إلى منزلق ونفق مظلم قد يفرقنا إذا لم نتداركه.
الروح الرياضية أصبحت معدومة بين اغلب الرياضيين كافة والوضع من سيء إلى أسوأ وتسييس الرياضة مرفوض، ونرجو من القائمين على البرامج الرياضية تهدئة الوضع والكف عن التأجيج والتهويل فالاحترافية والمهنية مطلوبة لحل مثل هذه القضايا.
إذا كان هناك حل لمشكلة الرياضة ولو مرحليا فأعتقد أولا بوجوب إلغاء قرار إنشاء الهيئة العامة للشباب والرياضة وإنشاء مجلس أعلى للشباب والرياضة على أن يرأسه رئيس مجلس الوزراء أو نائب رئيس مجلس الوزراء ويتكون من نخبة من المختصين في الرياضة والقانون الرياضي وجميع مجالات الرياضة ويفضل إشراك مختصين في الجانب الأدبي والفني حتى يكون أشمل ويغطي جميع الأنشطة الشبابية.
هذا المجلس يتولى تقييم الوضع الرياضي والفني والمشاكل التي تتعرض لها تلك الجهات وسبل حلها، ويقوم المجلس بإصدار حزمة قرارات من شأنها تهدئة الوضع المتأزم وإيجاد الحلول الناجعة له، وأن يكون الجهة الوحيدة المخولة لمخاطبة الاتحادات الرياضية والعواصم الثقافية الأدبية منها والفنية خارج الكويت لإعادة الثقة في الكيان الرياضي والثقافي الكويتي.