أحمد الله إذ لم تكن قضية الحريات موكولة لبعض الأقلام أصحاب الرأي التنظيري البحت.. ممن أشبعونا نقدا ولوما وعتبا لأننا أقمنا ندوة؟! رغم أن السؤال الصحيح ولماذا لا نعقد الندوة؟ والجواب فقط لأن وزير الداخلية يدعي أنها تمس الأمن!
ومن قال لكم إن وزارة الداخلية هي التي ستحدد نطاق الحريات العامة أو إطارها؟ ومنذ متى كانت «الداخلية» بالذات هي التي تشير للعالم بالتجمع من عدمه؟
لو تركت الندوات لحالها لتجمع الناس ثم انتشروا دون قلق ودون ارتباك ودون ضرر، خصوصا تلك الندوات التي يلتقي فيها الناس في ديوانية، ويتفرقون عليها، وهم مؤمنون بأهمية الأمن وأهمية الوحدة الوطنية.
والرسالة التي أكتبها اليوم أوجهها لسمو رئيس مجلس الوزراء وللنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، لقناعتي بأن ترك الأمور على إطلاقها بيد وزير الداخلية خطأ كبير سيتضح مع الوقت أنه خطأ قد لا يغتفر.
إن افتعال أزمة مع الشارع دون مبرر إلا سياسة «فرد العضلات» ليست ديدنكما حسب رأيي ما لم تكن هناك انتكاسة في الحريات لديكما لا أعلمها.. وأنت يا سمو الرئيس بالذات صاحب قدرة كبيرة وهائلة جدا على التحمل واستيعاب الرأي الآخر، حتى ألد خصومك السياسيين يشهدون لك بهذا.. فكيف يسمح سموك لوزير داخلية لن يستمر طويلا بإذن الله أن يحاصر بيوت أهل الكويت لكي يذكّر الناس بأهميته.
وأنت يا شيخ جابر هل تقبل بأن تستخدم القوات الخاصة بمدرعاتها من أجل ندوة تقام في ديوانية؟ وهل ذلك التدريب والجهد الذي بذل في تأهيل القوات الخاصة لدينا كان من أجل ندوة في ديوان من دواوين أهل الكويت؟
يا سمو الرئيس، هناك أخطاء كثيرة ارتكبت باسمك الشخصي لأهواء ورغبات أصحابها وللأسف تم جرفك إليها ولم تظن أنها ستسجل باسمك.. وهناك وزراء كانوا ولايزالون عبئا عليك وعلى الوطن بعضهم لو شرحت له ألف مرة لن يستوعب المراد ولا المضمون.
أقيمت ضدك، شخصيا، عشرات الندوات والتجمعات وبعضها طالب بإقالتك أو استقالتك وتحملتها بسعة صدرك، بينما يتم تطويق منطقة كاملة من أجل ندوة انتقدت قرارا لوزارة الداخلية؟
يا سمو الرئيس، والله لا نكتب لاستعطافك، فبقاء وزير الداخلية شأنك وشأن النظام ولا اعتراض على ذلك، وإن طال الزمان أو قصر، فالرجل راحل لا محالة إنما سيبقى في الأثر أن حكومة ناصر المحمد حاصرت دواوين أهل الكويت من أجل ندوة!
يا سمو الرئيس إننا فقط نكتب لنطالبك بأن تناقش ذلك الوزير في إجراءاته وتسأله هل يعقل أن ترسل من أجل ندوة «فقط» مئات السيارات التابعة للداخلية ويحجز لأجلها ما يقارب الألف عسكري؟!
هل يعقل يا سمو الرئيس أن يغيب الضمير الحيّ عن المواطن الكويتي وينتظر وزير الداخلية ليشرح له معنى المواطنة والأمن الداخلي؟!
يا سمو الرئيس يا شيخ جابر، الحريات مفهوم عام لما جبل عليه أهل الكويت لا يمكن لنا التفريط فيه، ولا يمكن لحكومة أيا كانت قوتها أن تواجه تلك الحريات سعيا لسحقها، لأنها ستخسر النزال لا محالة.
كيف يمكن أن تقبلا بأن تقام الندوات ضد شخصيكما ولا تقبلا أبدا بأن تشرحا لوزير الداخلية أنه مخطئ؟
واعلما أن النصيحة واجبة، كما هو الواجب في الدفاع عن حرياتنا، ورسالتنا إليكما احتراما وتقديرا لشخصيكما، ولكننا وبكل تأكيد لن نسمح مهما كان الجواب على النصيحة لأي وزير ولا لأي تابع لوزير بقتل الحرية من أجل «شو» سياسي عسكري.
والحق يقال إن نواب التبصيم جزاهم الله كل الخير قد يدعمون بقاء الحكومة، ولكنهم بكل تأكيد لن يسجلوا حبها واحترامها لدى الناس.
رسالتنا انتهت، وقضيتنا مفتوحة.. اللهم هل بلغت.. فاشهد.
www.alshahomi.com