رحم الله جاسم الخرافي رحمة واسعة، لقد ملك القلوب كلها وأرهق نفسه ومحبيه كثيرا في حبه لوطنه وسعيه لتنميته.
سهلت له ملكاته المتعددة سواء كانت الخصال الرفيعة في شخصيته المحببة أو خبراته الاقتصادية واهتماماته السياسية بان يكون دوما الرجل المناسب لكل موقع أو منصب تولاه فيجعله وكأنه خلق له، كذلك قد كان في عضوية مجلس الأمة ممثلا للمعارضة الوطنية المتزنة وكذلك كان عندما ولي الحقيبة الوزارية فقد كان المثل لكيف تخدم الوطنية الواجب تجاه الأمة ولاستقلالية الفكر والتسامح في الرأي والتشدد في حب الكويت وتنميتها فلم يكن رحمه الله ليسمح لأي حالة سياسية أن تجعله يساوم على ذلك.
لقد علمنا بوعبدالمحسن كم هو مهم أن يعرف رئيس مجلس الأمة كيف يستخدم حبه لوطنه في بناء وطنه وعرفنا منه كم هو مهم لرئيس مجلس الأمة ان يقبل بالجميع وكم هو مهم أن يقبله الجميع ويحبه باحترام، لهذا نجحت فترات رئاساته للمجلس نجاحا يحتذى به.
لم نكن نعير أهمية ولا نعلق الكثير على الجانب الشخصي لرجل السياسة فقد تعودنا أن تؤثر هي فيه وان تكيف باتساعها شخصيته إلى أن اثبت لنا الراحل الكبير عكس ذلك فابتسامته المشرقة التي تكشف عن حبه لكل الكويت حببت الكويت فيه فصار اقرب للرمز منه لرجل السياسة وتواضعه الجم رفعه إلى أعلى ما يصله سياسي في قلوب وعيون الأمة التي احب وأكسبته خبرته الاقتصادية والمالية رؤية بذلها لبلده قبل ان يخص بها نفسه.
تميز بو عبدالمحسن بانه كان يجد في كل موقع أو منصب يتولاه ما يضيف لشخصيته فيه وينمي حكمته ويزيده تفاؤلا فلم نره يوما فاقدا للأمل شأنه في ذلك شأن القادة القدوة وهو في مقدمتهم، فهم لا يستسلمون للمصاعب بل يطوعونها لصالح أهدافهم في خدمة أممهم.
رحمك الله بو عبدالمحسن وأسكنك الجنة بما قدمت لوطنك وما تركته من قيم ومن دروس لأجيال قادمة تنتفع بها وما خصصتنا به نحن معاصريك من سيرة عطرة نتذكرك بها.
[email protected]