إن نية رفع الدعم عن البنزين الألترا أصبحت حديث الجميع في الكويت، فالخباز الإيراني له رأي فيه يتساوى برأي شركات صناعة الطابوق، وصاحب تنكر المياه لا يقل رأيه اثرا عما تراه شركات النقل، اما شيوخ الدين فرأيهم الذي عادة ما يحمل وعدا بتسهيلات لدخول الجنة تصعب معارضته فقد رأوا شبهة بدعة في الامر كله!
وامتنع المستنيرون واصحاب الرأي الليبراليون فلم يحركوا قلما يسهم في حل المعضلة الاقتصادية العنيفة التي تواجه البلاد، وحتي نكون منصفين فإن مكاتب جلب العمالة المنزلية ومحلات الخياطة لم تبد رأيها حتى الآن، ولذا سنحتفظ لها بحقها في الإدلاء به شأنها شأن البقيه ممن لا شأن لهم وادلوا برأيهم في الخطب الجلل الذي يهدد بتعطيل انتاج الخبز الإيراني والشرخ العميق الذي مني به اقتصادنا المحلي جراء ارتفاع تكلفة تنكر المياه والذي عجز عن التسبب بمثل اثره تدني اسعار النفط الهاوية بجنون الى قيمة لا يعلمها الا الله.
معلوم ان هذه الظروف الاستثنائية تستدعي مشاركة القوى السياسية والنخب المثقفة لإرشاد الحكومة الى خطئها او الشد على يدها لصواب قرارها في البدء في علاج الهدر برفع الدعم عن السلع الأقل تأثيرا على المواطن مثل تحريرها بنزين الالترا، وهو قرار سليم بكل المقاييس يحترم المواطن المستفيد الأول من الدعم.
لكننا نظل بحاجة الى الصفوة لتقرأ لنا الأمر كله بمبرراته وسلبياته حتى نطمئن، وان تشرح لنا مقولة الاقتصاديين الشهيرة «تأثير الدومينو» وتطمئننا الى صحة ما توصلنا اليه فنحن لم نتعود على التفكير ولا على حسن التدبير.
فما الذي منع حكماءنا من المشاركة؟ من المستبعد تماما ان يكون قد حيل بينهم وبين ادائهم دورهم كما انه من غير اللائق بهم ان يمتنعوا لأي سبب من الأسباب ويتركونا نحن الشعب حائرين بين التمسك برأينا او اعتماد رأي الخباز وشيخ الدين المخالفين له خاصة اننا نلتقي الشيخ اكثر من مرة يوميا مما يصعب علينا النظر الى عينيه الثاقبتين المنذرتين بسوء المنقلب لكل من يختلف معه ! وصراحة نحن غير معتادين على مناقشة رأيه او الخلاف معه !
ندعوكم ونستحثكم على أداء واجبكم ونذكركم بأن خصومكم ادلوا برأيهم في هذه المعضلة العظمى، ولم يبق سواكم ومكاتب استيراد العمالة المنزلية والمخايطة فهاتوا ما عندكم ادام الله بقاءكم حتى ننتهي من المسألة ونحيلها الى النسيان، ففي قناعاتنا الراسخة ان الحكومة أبخص وهي الأحق بإدارة أموالها.
[email protected]