كعادتها هاجت وماجت وسائل التواصل الاجتماعي - وبشكل بارز تويتر - إثر أنباء ترددت عن سحب الوزير المكلف بشؤون هيئة الزراعة والثروة السمكية لصلاحيات مديرها العام الذي كان بصدد إجراء تحقيق حول شبهة توزيع قسائم زراعية بدون وجه حق كان نصيب الأسد منها لقريب احد المسؤولين الكبار، حيث خصصت له بموجب أسماء شركات تجارية يملكها وأقاربه أكثر من مائتي حيازة بمساحة 50 ألف متر مربع لكل منها وتداول المغردون شهادات وملصقات للهيئة ظهر عليها أسماء أجنبية وأخرى لشركات غير ذات اختصاص استفادوا من هذا التخصيص الجائر! خبا الضجيج فجأة ثم تلاشى بعد اقل من 24 ساعة اعلن بعدها الوزير المعني عودته عن قراره بتجميد مدير الهيئة! هكذا هي المعارضة المرفهة تبني مواقفها على جزء من حقيقة وجزء من معلومات مغلوطة وتنطفأ جذوتها مع مرور بعض الوقت أو ظهور اضعف الأدلة على عدم صحة أو دقة ما تناولته، لا مطالب محددة لها، يقودها حفنة من الوجوه المتكررة من طلاب الشهرة المرتبكين محدودي الثقافة والهواة المبتدئين في عالم السياسة، تجدهم في كل حدث فإذا تحقق لهم الغرض بذياع صيتهم توقفوا عن دعواهم عند اقرب فرصة ممكنة دون إحداث تغيير للأفضل أو تحقيق منفعة عامة وسارعوا للاشتراك في حدث جديد.
لم يتطرق احد لعجز الهيئة عن تحقيق أغراضها منذ إنشائها بموجب القانون 94 لسنة 1984 فهي لم تسد جزءا من الاحتياج لاستيراد المواد الغذائية ولا بنت حاجزا اخضر يحمي البلاد والعباد من تقلبات المناخ والأتربة الكثيفة التي تأتيها عن شمالها وجنوبها والغرب. الأسماك الوجبة المفضلة كويتيا أسعارها فلكية ولم تعد وجبة غداء معتادة للطبقات المجتمعية الثلاث، والبحر يتعرض للتلوث بشكل متكرر ولم تنشئ الهيئة صناعة معتبرة لاستزراع الأطعمة البحرية! أغفل الجميع هذا والتفتوا إلى الأمر المثير وهو الخلاف بين الوزير والمدير الوجيه تماما كما تفعل صحف التابلويد الصفراء في جريها وراء الفضيحة لا آثارها، وهكذا هم ساسة المجتمع الكويتي المرفه الذي يشتكي من ضيق ذات اليد ويسافر 80% منه في كل الإجازات السنوية طالت أم قصرت.
يروي احد اهم المعارضين الوطنيين ممن يحظون بقدر كبير من الاحترام الجماهيري انه دعي لإلقاء محاضرة في ديوان زميل له لا يقل قدرا ولا عطاء وطنيا عنه وكان الحضور يزيد على 250 شخصا وحضر رجال الداخلية واقتادوه وصاحب الديوانية إلى المخفر ولم يكلف أحد من الحضور نفسه بالاعتراض على اقتيادهما مخفورين وهما من هما بل إن أحدهم كان يطلب من صبي الشاي زيادة السكر أثناء مرورهما أمامه مصفدين.
بداية التغيير للأفضل هي في حركة تثقيفية وتوعوية مكثفة يقودها المثقفون والكتاب والمفكرون.
تعزية بفقدان أخ عزيز:
فجعنا الأسبوع الماضي برحيل الصديق العزيز سيد عبدالكريم الغربللي المفاجئ، وبقلب حزين على فراق رجل عظيم أتقدم إلى أسرة الفقيد وآل الغربللي الكرام ومحبيه وهم بفضل الله كثر بأحر التعازي في مصابهم الجلل، تغمد الله بو فواز بواسع رحمته وألهمكم الصبر الجميل واعظم لكم الأجر، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
[email protected]