علي الدقباسي
مهما كانت النتائج المتواضعة التي حققها مجلس التعاون الخليجي إلا أن استمراره في حد ذاته يعد معجزة عربية خليجية باعتبار أن معظم مؤسسات التعاون العربي، ماتت أو مشلولة وعاجزة عن تحقيق اقل طموحات العرب «واللهم لا شماتة» وكنت لفترة كبيرة من أشد المنتقدين لمسيرة عمل الدول الخليجية لأنها لم تقدم شيئا، وكان رأيي هذا عاطفيا وبعيدا عن الواقع العربي، والتجربة الشخصية والتجارب التي قرأتها اثبتت لي أن الاستمرارية في اللقاءات والاجتماعات ومحاولات التنسيق وتوحيد المواقف بين الخليجيين من أهم أسرار نجاح دول مجلس التعاون الخليجي وإن فشل جيل، فحتما سينجح جيل آخر يجيء لاحقا في الوصول لتحقيق الانجازات، ومسألة مهمة مثل توحيد العملة النقدية الخليجية سيجيء يوم ما وتكون ملموسة ومتداولة وقوية إن شاء الله تعالى، وقد رأيت في أبوظبي اثناء زيارة شخصية ورسمية لي وثيقة غاية في الأهمية عليها امضاء حكام الامارات، تتداول مسألة توحيد العملة، وتاريخ هذه الوثيقة عام 1962 وهي مودعة بمركز التوثيق في أبوظبي، وبالمناسبة هو مركز يجب أن يسمى «مفخرة» لما يحتوي عليه من وثائق ولما يتمتع به من إجراءات عالمية واضحة بتقنية عالية وتكنولوجيا متطورة بكل لغات الكرة الارضية.
نعود للعملة الخليجية التي نتساءل متى ستكون حقيقة، ونجد انها حلم قديم وهناك رغبة قديمة واليوم هي ضرورة ملحة ولن اقول ان المصالح اليوم تحتم وجودها لانها قناعة مشتركة عند الكل في عصر التكتل والازمات الاقتصادية الطاحنة التي يعيشها العالم.
ونأمل أن تكون القمة المقبلة انطلاقة دائمة لها، ومثل هذه الخطوة ليست كغيرها لأنها مثل باب الكنز وبمجرد فتح الباب سندخل عصرا من الانجازات وسيكون دفعة معنوية كبيرة.
والمنتقدون لمسيرة العمل الخليجي فريقان، الأول «شامت»، والثاني يوجه نقد المحب ويجب الالتفات للرأي الثاني لأنه يعزز المسيرة ويقوم اخطاءها.. ومثل كل خليجي اتساءل العملة الخليجية.. متى؟ ولي حق في السؤال حرصا على الانجاز والاستمرارية وفي كل الاحوال يجب ألا نفقد الأمل في غد أفضل من حاضر مرتبك ومتردد ونجاحنا اليوم قاعدة لاستمرار النجاح في الغد، ولاجيالنا القادمة التي يجب ان نحفظ حقها، ونحقق طموحها.