وهل الشذوذ الجنسي يتولد عند المراهق عندما يرى ابويه قد حولا صالة المنزل الى حلبة مصارعة وبعدها يدخلان الى غرفتهما ويعم الهدوء في اركان البيت لان الزوجين يمارسان حياتهما الجنسية بعد قضاء وقت في مبادلة السب والشتم، وربما يمتد الامر الى الضرب وذلك بعد ان تتولد لكل منهما الطاقة الجنسية التي كلمتنا عنها د.فوزية عبر برنامجها؟
فردت د. لمياء قائلة اننا تعودنا دائما اعتبار بعض الامراض وتشخيصها وعلاجها او حتى الوقاية منها من الممنوعات اوالمحرمات التي لا يجوز التحدث عنها او مناقشتها مع الآخرين باعتبارها عارا يجب انكاره والتستر عليه، ومن اهم هذه الامراض المشاكل الجنسية التي قد يتسبب الجهل بها في شذوذ جنسي عند المراهق، وسألت احدى الجالسات هل يا دكتورة من الممكن معرفة الاسباب التي تؤدي بالمراهق الى النفور من الفتيات والميل الى امثاله من الاولاد او بالعكس نفور البنات من الاولاد والميل الى امثالهن من البنات؟ اجابت د.لمياء ان معظم حالات الشذوذ الجنسي ترجع الى شعور الشاب او الشابة بعدم المبالاة تجاه الجنس الاخر، وانه يعاني شيئا من الفوضى فيما يتعلق بتكوينه الجنسي، واضافت ان الشذوذ الجنسي بين الرجال اكثر انتشارا منه بين النساء لهذا يجب على الاباء والامهات ان يواجهوا هذا الموضوع بهدوء وليس بالادانة او العنف وعلاج الشذوذ الجنسي لا يكون بمحاولة الاقناع بما هو الصواب ولا بالقمع، لان المشكلة اكثر تعقيدا مما نتصور.
وهنا تدخلت لاطرح سؤالا وقلت للدكتورة لمياء: لماذا لا نواجه المشكلة مع الابناء عن طريق الفهم؟ اجابت: هذا خطأ ايضا لان مجرد فهم المرض وظروفه يعني فتح الباب امام الموافقة على ظاهرة لن تستطيع في اي وقت من الاوقات الدخول في اطار «الحياة الجنسية الطبيعية».
واكملت حديثها قائلة: المهم عندنا اننا يجب ان ننظر لهذا المرض على انه نقص خطير في الشخص، ولكن خارج مسؤوليته وارادته، وقالت ان الشذوذ الجنسي مرتبط بأنواع معينة من الانظمة الاجتماعية فلا يمكن القضاء عليه دون ان تحدث تغيرات عميقة ضرورية، واكملت حديثها قائلة انها تقدم نصيحة الى كل ام واب اذا لاحظا اي ميل الى الشذوذ الجنسي لدى اولادهما فعليهما ان يلجآ بسرعة الى طبيب الامراض النفسية دون محاولة التدخل خوفا من الوقوع في الخطأ.
وقالت ان تأثير الاب والأم معا كبير جدا على شخصية الاولاد وبالتالي على حياتهم الجنسية المستقبلية، وقالت انه يجب ان نفهم ان المسألة ليست مسألة تعليم انما هي مسألة تأثير يحدث عن طريق التصرفات اليومية والموقف العام من الحياة ولا يعرف الاهل الى اي مدى يكون مجرد سلوكهم او فلسفتهم في الحياة بالغ التأثير في حياة ابنائهم الجنسية في المستقبل.
انتهى حديث د.لمياء عن موضوع الشذوذ الجنسي لدى المراهقين وخرجت بنتيجة وهي ان الاسرة او البيت هو الارض الطيبة التي نزرع فيها النبتة فاذا كانت الارض خصبة انتجت ثمارا طيبة، لذلك اتمنى من اولي الامر في البيت والمدرسة ضرورة الحديث مع اولادنا في مثل هذه الامور وبدون خجل ومناقشتها بحرية حتى يتكون لدى ابنائنا وعي بها وبكيفية الوقاية منها وعلاجها، حماية للجيل الصاعد من الاولاد والبنات.
... عودة