أمينة العلي
لماذا أخذنا من عادات الغرب مساوئها ولم نأخذ محاسنها، فمثلا أخذنا تقليدا أعمى بعادة انتخاب ملكات الجمال، ولم نأخذ عادة تدريب الفتيات على حمل السلاح؟ ولماذا نأخذ من الغرب عادة تشجيع المرأة على الاهتمام باتباع آخر صيحات الموضة غارسين في نفسها ان ذلك رمز الأنوثة، ولا نأخذ عنهم اهتمامهم بتوجيهها الى التدريب على السياسة الاقتصادية في نفقاتها الشخصية، لماذا يقلد الشباب عندنا شباب وفتيات الغرب ولا يقلدون الأبطال الذين يدافعون عن كرامتهم ويستشهدون في ساحة المجد والشرف؟ لماذا لا ننبه أطفالنا الصغار الذين ينعمون بالدفء والحنان الى وجود اخوان لهم في العراء مشردين؟ وأنا على يقين بأننا لو فعلنا ذلك لفهم اطفالنا الحقيقة المرة وسيتصرفون على ضوئها وسيقومون بواجبهم وسيضحون بملذاتهم لتكون بيتا للعراة وقوتا للجياع.
ما أحوجنا في هذه الأيام الى قلم عربي واع يقدم النصيحة الصادقة غير المزيفة لأبنائنا حتى لا يمضوا الى التقليد الأعمى وذلك لأننا في هذه الأيام بالذات نقوم بخطوات واعية ومدروسة في الميدان السياسي وفي تقديري ان هذه الخطوات تستهدف اظهار حقائقنا بحيث تجد تأييدا في الرأي العام العالمي.
نعم، التطور حمّل المرأة من المسؤوليات الكثير قبل ان يمهد لها الامكانيات الضرورية لمواجهة مسؤولياتها الجديدة، لذلك اتجهت الى التقليد الغربي.
ومع ذلك - وليس في هذا مبالغة أو مجرد كلام حماسي - فإن التاريخ الحديث يشهد أن المرأة قد تحملت كالرجل تماما مسؤولياتها ولم تكتسب العادات الغربية فالمرأة عملت جنديا وممرضة وزعيمة سياسية ابان الحروب وكان كفاحها اصعب من كفاح الرجل لأنها كانت تقوم بهذا الدور بالاضافة الى العناية بالاطفال والشيوخ، كان عليها ان توفر لهم الغذاء والادوية والملابس وكان عليها ايضا أن تحمي نفسها وعائلتها من الجوع ومن الرصاص.
نعم أصبحت المرأة شريكة في كل شيء، فهي وزيرة وسفيرة، وهناك الكثيرات اللاتي تولين اعمالا قيادية أهلتهن لها الكفاءة والمقدرة والثقة بالنفس وثقة الآخرين بهن.
ومن أجل ألا نقلد الغرب في مساوئهم دعونا نقلدهم في محاسنهم، فمثلا يجب علينا ان نحارب في ميادين كثيرة، فنعمل وننتج لنثبت لأولئك الذين يعارضون المرأة أننا لسنا أقل كفاءة منهم، فنحن يمكننا إثبات ان المرأة كفاح وتضحية وانتصار.
إضاءة
زاوية قلم أحمر والتي تكتب اسبوعيا للزميلة ليلى أحمد بجريدة الراي تنم عن انها تكتب بقلم واع، ما أشد حاجتنا الى أمثاله في هذه الأيام.
جاءني صوتها رقيقا ولكنه قوي وناعم وعميق تقول إنها بصدد تنظيم معرض خاص بالازياء (عرض أزياء) يخص المرأة بالاضافة الى احدث فنون الماكياج وتسريحات الشعر وأحدث صرعات الموضة والاكسسوارات، سألتها وما الجديد في هذا الأمر؟ فهناك كثيرون اقاموا مثل هذه المعارض وبعضها لاقى النجاح والآخر فشل، وبنبرة صوتها الحنون قالت: الجديد هو ان ريع هذا المعرض سأتبرع به الى مستشفى أمراض السرطان للأطفال.
هزتني مشاعرها الحلوة مثلما يهزني دائما قلمها المميز، يبدو ان اتجاه الزميلة ليلى لعمل الخير انعكس في كتابتها، فلاحظت من خلال ما تكتب انها تعيش كل لحظات حياتها متصالحة مع نفسها، ومع الآخرين، احساسها المرهف انعكس على كتابتها وسلوكياتها، لقد عاصرت هذه الإنسانة كزميلة وكان قلمها خلال تلك السنوات والذي كنت قريبة منه، هو وسيلتها في نقل صرخات روحها وأنّات قلبها ومنطق عقلها أولا الى بنات حواء في أمتها والى شعب الكويت والى ضمير الإنسان في كل مكان.
الحقيقة ان هذه السيدة بخفة روحها وظلها لها موهبة متميزة في الخروج من المشكلات المعقدة والأجواء التي يملؤها الضباب برؤية واضحة تستطيع ان تنفذ الى جوهر الأمور ولبابها، مشروعك الأخت ليلى مشروع إنساني بالدرجة الأولى ونحن والخيرون معك ..وفقك الله ورعاك واعانك على عمل الخير.