أمينة العلي
فتحت الايميل الخاص بي منذ ايام وقرأت رسالة تستحق التأمل والتفكير وقد اتتني هذه الرسالة من صديقة تدرس في اميركا تعمل موظفة استقبال بأحد الفنادق في نيويورك، وفي نفس الوقت تدرس من اجل نيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية تقول صديقتي، انها على علاقة صداقة بامرأة اميركية على قدر كبير من الثقافة والذكاء وقوة الشخصية تشغل في بلدها مكانة سياسية ممتازة ومواطنوها يولونها ثقة عظيمة في بلدها بدليل انهم انتخبوها اكثر من مرة رئيسة لمجلس المدينة.
ومنذ احداث 11 سبتمبر وهذه السيدة الباسلة تقف بجوار العرب عن عقيدة واقتناع واذا واتتها الفرصة تشرح قضايا العرب وتبصّر الرأي العام الاميركي بالاخطاء التي تتربص به نتيجة لانسياقه الاعمى وراء الاطماع الاسرائيلية.
وقد اردت بهذا التفصيل ان اقدم صورة واضحة لهذه السيدة الاميركية والتي اشك ان تكون من اصول اميركية.
تقول صديقتي لقد عرفت هذه السيدة الاميركية على طول صلتي بها جريئة الى ابعد الحدود، ولكن رسالتها الاخيرة وتقصد صديقتي الرسالة التي ارسلتها تلك السيدة الاميركية اليها من كندا، وذكرت لها فيها بمنتهى الصراحة انها آثرت السفر الى كندا كي يتحقق لها الامن والامان وان تراسلها وهي مطمئنة على سلامتها ثم طلبت منها ان تراسلها على عنوانها الجديد، الايميل بكندا تلافيا لشرور التجسس الذي اصبح الآن يتربص بكل رسالة، وتقول السيدة الاميركية في رسالتها لصديقتي ان الاميركيين يرتجفون ذعرا من الوحش (الارهاب)، رغم ان الكثيرين منهم يعرفون في قرارة انفسهم ان ما وصلوا اليه في سياستهم وتدهور الامن عندهم سببه اسرائيل وان اسرائيل ليست في حقيقتها سوى دولة متعصبة متوحشة معتدية استعمارية غير ان الرعب من اعوانها الارهابيين يلجم ألسنتهم ويخرسهم من الجهر برأيهم. وضربت السيدة الاميركية لصديقتي مثالا لحالة الارهاب النفسي والتي بسطتها الصهيونية على حرية الرأي في بلادها بأن احد السفراء الاجانب والذي يؤمن ايمانا عظيما بقضية العرب وخصوصا لبنان مع شجاعته ونشر بإحدى الصحف المحلية الاميركية مقالا يشرح فيه قضية لبنان مع العدو الصهيوني وزينه بالاسانيد السياسية، فلم تمض ساعات على ظهور المقال الا واتصل به عدد كبير من الاشخاص واغلبهم صهاينة وقالوا له سنقتلك ايها النازي القذر جزاء حبك للعرب، اما الباقون فقد دفعهم الرعب الى اخفاء اسمائهم والاكتفاء بالاتصالات التليفونية يهمسون فيها للسفير ببالغ تأييدهم لموقفه ويرجونه بإلحاح ان يمضي في توضيح الحقائق للناس. «انتهت رسالة صديقتي».
يتبين لي من هذه الصورة المحزنة مدى ضياع حرية الرأي في اميركا التي يزعم ساستها ان الشعب عندهم يتمتع بأقصى درجات الحرية في التعبير عن رأيه، ويدللون على ذلك بقدرة اي انسان هناك على اعتلاء المنصات العامة وابداء رأيه دون ان يصيبه ادنى ضرر، والمصيبة اننا نسمع مثل هذه المزاعم من البعض الذين ضللتهم الظواهر الخادعة التي تسعى بها مثل هذه النظم الى ستر اقبح انواع دكتاتورية الرأي السائدة فيها.
إضاءة
ليس في العالم موضوع اكثر خلودا من جمال المرأة انه قديم منذ الازل لكنه سيظل جديدا الى الابد، هل رأيتم في العالم شيئا يستطيع ان يربك عقل الرجل اكثر من جمال امرأة، ان الرجل لديه حساسية لجمال المرأة في كل وقت فإن سر جمال المرأة هو في سر الحياة نفسها.
جمال المرأة مثل اي شيء آخر، ما هو الا ثمرة للمدنية، النساء انواع، نوع لا يعجب الرجال وهي صاحبة الجمال التمثالي، بينما هناك سيدات لا يتمتعن بقواعد الجمال الكلاسيكي ولكنهن جميلات في نظر الآخرين بفضل شخصياتهن، وايضا الجمال الآن يأخذ مليون وجه، لان الرجل يأخذ في اعتباره ان لكل امرأة شخصية خاصة بها.
إذن، كان افلاطون على حق عندما قال «إن الجمال شيء لا نصل اليه بسهولة».