أمينة العلي
لا اعتقد ان للسعادة وصفة معينة نستطيع ان نهديها لبعضنا البعض مثل وصفات الدواء او الطعام وانما اعتقد ان اكثر شيء يجعل الانسان راضيا عن حياته ونفسه هو ان يعيش في واقعه.. فما اكثر الذين يتصورون انفسهم اناسا آخرين وبذلك يعذبون انفسهم وغيرهم وليس معنى هذا انه ينبغي علينا ان نكره الطموح ولا نبذل جهودنا لننتقل من حال الى حال افضل.
على العكس فان هذا من واجبات الانسان نحو نفسه ولكنه في الوقت نفسه يجب ان يدرك حدود امكانياته والظروف المحيطة به، فاذا صحبت نظرته الواقعية الى نفسه نظرة مثلها الى الآخرين وكان باستمرار حسن النية وبعيدا عن الانحراف بأنواعه، فلاشك انه سوف يكون من اسعد الناس وهذا ما اراد ان يصل اليه مؤسس جمعية ابراهيم البغلي الخيرية لرعاية المسنين «جمعية تحت التأسيس» اراد ان يهدي مجتمعه ووطنه السعادة من خلال تشجيع الابناء على البر بالوالدين وتوطيد العلاقات الاسرية الى جانب توعية المجتمع باحتياجات المسن والتشجيع على العمل التطوعي مع المسنين ودمجهم في المجتمع، اضافة الى الاستفادة من الابناء البررة بوالديهم.
اراد ابراهيم البغلي صاحب جائزة البغلي للابن البار ان يطرح مشروعا توعويا تربويا يحاول من خلاله تعزيز السلوك الايجابي لدى الابناء وغرس المفاهيم والقيم الاصيلة في نفوسهم وتنمية العلاقات الاسرية وابراز دور الافراد والمؤسسات الخيرية في ترابط المجتمع الكويتي وتفعيل دور العمل التطوعي الذي يخدم فئات المجتمع على مستوى الكويت والذي يهدف الى نشر الوعي وتنمية العلاقات الاسرية هدفه ليس من اجل الشهرة او جمع المال فهو رجل معروف يملك الكثير من الشركات هدفه الذي يسعى وراءه هو رضا الله عليه وخدمة وطنه وايضا من اجل تشجيع الابناء على البر بوالديهم وتوعية المجتمع باحتياجات المسن المختلفة وتفعيل دور الاعلام تجاه قضايا المسنين وتفعيل دور المسنين ودمجهم في المجتمع.
وتشجيع ابنائنا على العمل التطوعي مع المسنين وايضا تعزيز السلوك الايجابي لدى الابناء تجاه المسنين. اراد البغلي ان يذكرنا بعد ان تناسى البعض منا ان كبار السن هم الماضي الجميل وهم حاضرنا الزاهر وهم من ضحوا من اجلنا، لذلك لابد ان نرد لهم بعض ما قدموه لنا ونقف الى جانبهم في كل لحظة من لحظات حياتهم وهذا القليل من الكثير الذي يمكن ان نقدمه لهذه الفئة المحببة الى قلوبنا.
مشروع جائزة البغلي للابن البار محاولة جادة لتسليط الضوء على النماذج الرائعة من الابناء البارين بوالديهم وايضا من اجل خلق تواصل بين الاباء والابناء وبضرورة التركيز على التربية والتعليم في التنشئة الاجتماعية لتكون الاجيال القادمة قادرة على الوقوف بوجه المغريات دون ان تتأثر العلاقات الاجتماعية وتظل قوية ومتماسكة كما كانت في الماضي.. لان الحياة لابد ان تتغير ومعنى ذلك اننا لابد ان نغير ما بأنفسنا والتغير لابد ان يكون دائما الى الافضل.. لان الحياة ليست خطوات نقطعها كيفما اتفق ولكنها فن يجب ان نعرف كيف نمارسه والذي يعرف ذلك هو في الحقيقة يعرف طريق السعادة والهدوء والاستقرار ومن صميم الحياة يمكن ان نجد قصصا كثيرة بعضها يعرف السعادة وبعضها الآخر يروي سطورا من التعاسة ووجه الاختلاف بين هذه وتلك يتمثل في النظرة الى الحياة والتغلب عليها، اراد البغلي ان يقول لابنائه من خلال جائزة البغلي للابن البار ان آباءنا وامهاتنا واجدادنا الذين اهدونا درب التواصل ومهدوا لنا طريق الابداع بحاجة الينا اليوم ويقول لهم ان من اخلص بالبر بوالديه سيذكره الله ويرضى عنه ويذكره الآخرون بالوفاء العظيم.
إضاءة
مهما كثرت الكتب المؤلفة ومهما تعددت الكتب المترجمة فاننا سنظل في حاجة الى المزيد منها حول موضوع الطفل وطريقة تربيته.
واذا كان من الصحيح ان المكتبة العربية دخلها في السنوات الاخيرة عدد لا بأس به من كتب التربية الخاصة بالاطفال فانها كلها او معظمها جديرة بأن نوليها الكثير من عنايتنا وذلك بقراءتها والاقبال على دراستها حتى نستطيع ان نوفر لأبنائنا الحياة النفسية السليمة وحتى نحسن اعدادهم للحياة الحديثة المعقدة.. وحتى نضمن ان يبروا بنا وقت حاجتنا اليهم.