أمينة العلي
إن الاقتراح المقدم من النواب علي الراشد ومحمد الصقر وفيصل الشايع في شأن قانون منع الاختلاط حق دستوري لهم ولنا ولا يملك أي طرف ان ينازعهم فيه.. انني في منتهى الدهشة والاستغرب، وأسأل لماذا يصر بعض النواب على فرض آرائهم وحجرهم على الحريات تحت ذريعة الدين والعادات والتقاليد، اعتقد ان بعض النواب يشعرون بالفراغ في حياتهم النيابية، لذلك يتحفوننا كل يوم بأمور تافهة ويشغلون الناس بأمور ليست من اختصاصهم علما بأن اختصاصهم هو التشريع ومراقبة أداء السلطة التنفيذية، اما التدخل في الشؤون الخاصة وحرياتنا بعد ان وظفوا أنفسهم أوصياء علينا وتوجهنا في عــــدم اختلاط البنت بالولد في المدارس الخاصة الأجنبية أو الــــجامعــــات سواء الحكومية أو الخاصة، فهذا مرفوض بالثلاثة لماذا يصر بعض النواب على المزج بين الدين الاسلامي والعادات والتقاليد كذريعة لمنع الاختلاط في حين ان الدين الاسلامي لا يمنع الاختلاط حتى في مكة المكرمة، الاختلاط بين الجنسين واقع وحاصل في كل الوظائف في الوزارات والشركات وفي كل نواحي الحياة، فالمرأة موجودة مع الرجل في كل مكان في العمل والسوق والمجمعات وفي الشارع، نحن نعيش ضمن اطار دولة مدنية ومن غير المعقول ان ينتهج البعض اسلوب الوصايا على الآخرين، نحن نعيش في مجتمع ديموقراطي ونحترم الرأي والرأي الآخر.
ان التقاء الجنسين تحت سقف واحد وتلقيهم العلم مفيد لهم من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، اننا في منتهى الأسى والحزن لما وصل اليه بعض النواب، علما بأن الرجل والمرأة يتشاركان في الحياة بكل أشكالها، وكلمة جامعة مشتقة من كلمة جامع، والجامع هو الحرم الشريف.
في حين ان المدرسة أو الجامعة ليست كتابا وطالبا فقط، بل هي مكان لهم لتكوين شخصية الطالب، ارسلت الكويت الكثير من ابنائها 1956 في بعثات تعليمية الى مصر ولبنان ولندن وأميركا قبل افتتاح جامعة الكويت أرسلت البنات وأرسلت الأولاد والتحقوا بالجامعات المختلطة ورجعوا للكويت يحملون أكبر الشهادات العلمية، ومازالت سياسة التعليم بالخارج مستمرة الى اليوم، اذن هل أعداء التحضر وأنصار التخلف في استطاعتهم أن يمنعوا البعثات الخارجية، خصوصا ان الدولة ترسل ابناءنا للدراسة بالخارج وحدهم في جامعات خاصة، وسكن خاص، ويتمتعون بحرية فردية؟
لماذا يصر أعداء الحضارة على وضع سور شائك وخانق بين الجنسين؟ ولو كان الاختلاط محرما لأجمع عليه العلماء، علما بأن معظم كبار العلماء في معظم الدول العربية والاسلامية يقرون بشرعية الاختلاط.
هؤلاء يطالبون بالحجر على عقولنا ووضعوا أنفسهم أوصياء علينا عندما طالبوا بعدم الاختلاط في المدارس والجامعات، وكان تفكيرهم في الأمور الجنسية وليس تفكيرا انسانيا، فأولادنا على خلق لأننا علمناهم الخلق والدين والأدب أولا وبعدها العلم، لذا يجب علينا نحن كأولياء أمور ان نتحد ونقول كلمتنا بقوة ونصر عليها، خصوصا ونحن أمام قوة هذا التيار.
اننا ما زلنا نقاسي من مسألة حقوق المرأة السياسية، فالى الاخوة أصحاب النظرة التشاؤمية أقول هناك الكثير من القضايا المهمة يجب البت فيها مثل قضايا ومشاكل وزارة الصحة ومستشفياتنا الحكومية المتهالكة التي أكل عليها الدهر وشرب، وهناك الكثير من المشاكل في البلدية والشوارع المكسرة والبالوعات المفتوحة والوضع الاقتصادي السيئ.
والى النواب علي الراشد ومحمد الصقر وفيصل الشايع أقول سيروا على بركة الله، الكويت ونحن في حاجة ماسة لأمثالكم.