أمينة العلي
أنا واحدة من الناس الذين يهتمون بقراءة الصفحات الاولى ثم الاخيرة للصحف اليومية، ولكن ليس كل ما ينشر في آخر صفحة طريفا، بل ان بعض الاخبار تبعث على القلق والتوتر، كما ان نفس الصفحات تحتوي على مقالات مركزة دسمة وجميلة ومتنوعة وايضا تضم اخبارا طريفة بعيدة عن السياسة وهذه بعض تلك الاخبار التي قرأتها في احدى الصحف على صفحة واحدة وفي يوم واحد.
مقتل واصابة عشرات الاشخاص في حادث مروري.
انهيـار البورصـة فــي ســوق الكـويـت.
الصراع السياسي وأثره على التنمية.
إغلاق وكر جــديد للرذيلة في الجليب.
مهندس الــ «رد ليبل» سقـط بـ ـ26 زجـــاجة.
تورط اللاعب رونالدو مع متشبهين بالنساء والشرطة البرازيلية تستجوبه.
مخمـور يطلق النـار علـى الامطـار.
زوجــان ينتحــران مـــع كلبهمـا.
كل هذه الاخبار المؤلمة والمحزنة في صفحة واحدة أليس الامر مزعجا ان أبدا صباحي بمثل تلك الحوادث الفظيعة ويتعكر مزاجي؟!
اذكر مرة انه دخل علينا مدير قسمنا متجهما على غير عادته، حيث تعودنا منه ان يدخل وتسبقه ابتسامته، وبعد انتهاء الدوام تقابلت معه، ند المصعد وسألته، أنت اليوم على غير عادتك «عسى ما شر» فأجاب ان أحدهم نزع مزاجه منذ الصباح، ونزع المزاج في الصباح مشكلة لأن بداية أي يوم في حياتنا تنعكس على النهار كله، فاذا سمعت كلمة حلوة من الزوج أو أي فرد من أفراد العائلة في الصباح وخرجت من البيت مبتسما فستبقى يومك كله مبتسما، أما اذا انتزع مزاجك على حد تعبير مدير قسمنا فسيبقى يومك معكرا طوال الوقت، وهذا التعكير سينعكس على تصرفاتك وعلى سلوكك ويكون الضحية كل من يتقابل معك في هذا الصباح.
كانت احدى امنياتنا الدائمة في شارع الصحافة ان يتسلم حقيبة الاعلام وزير معايش لهموم الصحافة ونحمد الله ان أتانا الآن هذا الوزير وهو الشيخ صباح الخالد ليصلح ما أفسده الدهر ويقضي على آفة الشللية التي نخرت في عظام وزارة الاعلام.
كثيرا ما نضحك من الاعماق كلما تأملنا فيما يدور حولنا فهناك اشخاص يبتلعون في جوفهم المليارات من اموال الدولة ومع ذلك فهم ينعمون بكامل الحرية ويتنقلون من بلد الى بلد من دون حسيب أو رقيب، بينما آخرون يتخلفون عن سداد اقساط تراكمت عليهم بسبب ما، ربما قيمتها مئات من الدنانير ومع ذلك فان حكم المحكمة سرعان ما يطبق عليهم فيمنعون من السفر ويحجز حتى على اثاث منزلهم ألم اقل لكم ان شر البلية ما يضحك؟!
تجولت في شارع فهد السالم أو كما يسمى شارع الجهراء برفقة صديقتي، والتي كانت تريد شراء بعض الحاجات من هناك بعد الساعة التاسعة مساء، وجدت الشارع كأنه مدينة اشباح رغم كثرة المحلات والبنايات والفنادق، لا اعرف السبب، هل هو اجراءات امنية؟ ام ان هناك امرا ما لا نعرفه؟ نحن بحاجة الى احياء هذا الشارع بحيث تكون هناك محلات مفتوحة ومقاه ومطاعم وحركة دائمة، فالمطلوب اعادة النظر بهذا الشارع وتطويره وجعله يجذب السياح ويزيد حركة الاقتصاد.
افتحوا البلد وسهلوا الامور بعيدا عن الروتين والتعقيدات، فالأمن مستتب والحمدلله ولدينا اجهزة متطورة وشباب قادرون على حماية الامن الداخلي للبلاد من العابثين.
هناك قسائم صناعية أو حرفية توزعها الدولة على مجموعة من الشباب الحرفيين، هذه القسائم تحولت وخرجت عن اهدافها، فهذه القسائم وضعت لها شروط تعجيزية أبعدت الشباب الحرفيين عنها، حيث يطلبون ممن يريد ان يعمل في الامور الحرفية الاستقالة عن عمله ومجموعة من الشروط التعجيزية، لماذا لا نقدم له الدعم اولا ليكون نفسه ويطور قدراته ويعمل في حرفته، وبعدها يستقيل؟ فربما يفشل، امنحوهم اجازة بأجر مدفوع لمدة معينة وشجعوهم ربما يكون النجاح حليفا لهم، حيث يعيش بيننا مجموعة من الشباب الكويتي المخلص لديه عطاء وافكار في تطوير العمل، لكن للاسف الشللية والمحسوبية أبعدتا هؤلاء الشباب عن اهدافهم.