أمينة العلي
هل نحن مازلنا نضحك ضحكة مجلجلة تخرج حقيقية من القلب هل نعترف ان مساحة الضحك عموما قد تقلصت في حياتنا اليومية، نظرة واحدة على أوضاعنا التي نمر بها وعلى الشارع العام توضح لنا كم هي مساحة العبوس طاغية علينا يكفي ما نراه ونسمعه وما تبثه قنوات الاخبار تجعلنا نستحرم الضحكة، واحيانا تأبى الضحكة الخروج من نفسها.
يقول أحد الحكماء «ان الضحك خير دواء» والاطباء اجروا دراسات علمية وطبية تؤكد التأثير الحيوي والايجابي في النفس والجسد، ولكن السؤال هنا كيف نضحك وماذا نفعل في المشكلات والضغوط النفسية التي تحيط بنا من كل صوب.
هل يمكن ان نضحك ضحكة صافية من اعماق قلوبنا في ظل اخبار الحروب والظلم والمآسي والتي يعاني منها فئات كثيرة من البشر، ناهيك عن احزاننا الخاصة والعامة، والوضع المتكهرب الذي نمر به، ورغم ذلك نسأل هل مازلنا نعرف طعم الضحك، وهل بتنا نجهل لغة الضحك؟
يقولون ان الضحك مرتبط براحة البال والسكينة النفسية، ولكن من أين نحصل على راحة البال ونحن نمر من سيئ الى أسوأ في كل شيء.
الضحك الحقيقي وليس ضحك المجاملة المزيف مرتبط براحة البال والسكينة التي تمهد لحالة من الاسترخاء ربما يكون استرخاء للجسد، ولكن في وقتنا هذا يأبى العقل والعين والأذن الاسترخاء، ولكن يبقى الاعتماد على مواجهة تحديات العصر الذي نحيا فيه يقولون ان الضحك صمام امان يمنع اليأس من ان يتسرب الى حياتنا كما انه يساعد على الهروب المؤقت من قسوة الحياة، خصوصا انه لا يوجد ما يدعونا للضحك لأن الضحك غريزة انقرضت مع زوال راحة البال نحن الآن نعيش عصر البكاء على جميع الصعد الخاصة والعامة، وحتى لا تقولوا عني انني متشائمة، اقول ان الضحك ظاهرة انسانية شديدة الألفة بيننا رغم اننا فقدنا ضحكتنا بسبب الضغوط من حولنا وبالتالي فقدنا الكثير من انسانيتنا متأثرين بظروف الحرب واجواء الموت والدمار التي تعم معظم دول العالم، ورغم ذلك قررنا، بل صممنا أنا ومجموعة من صديقاتي ان نضحك حتى تتعافى اجسادنا وأرواحنا، يقول طبيب صديق لنا: ان خمس عشرة دقيقة من الضحك في اليوم تقلل خطر الاصابة بالنوبة القلبية والجلطة، مؤكدا ان الضحك يوسع الاوعية الدموية ويزيد معدل انسياب الدم في الجسد ويقول ان الطفل يضحك على الاقل 200 مرة في اليوم، يا حظ الاطفال! اما نحن الكبار فبالكاد يظهر على وجوهنا شبح ابتسامة والله أعلم هل هي ابتسامة صفراء أم ابتسامة مجاملة؟ لكن الضحك بالكاد يزورنا مرة كل سنة.
لذلك دعونا نحدد يوما في السنة ونطلق عليه عيد الضحك، ولنبدأ هذا اليوم بابتسامة حلوة ونضحك من قلوبنا ضحكا صافيا بعيدا عن المجاملات وننسى همومنا في هذا اليوم.
دعونا نلحق الضحك مادام الضحك من دون مقابل مادي قبل ما يعبأ الضحك في زجاجات بلاستيكية ويباع في الاسواق.