انتهى عام حافل بالإنجازات والإحباطات وطل علينا عام 2014 نأمل أن تكون إيجابياته أكثر من سلبياته وعلى جميع الأصعدة المحلية والعربية والدولية ففي العام الذي انطوت أوراقه واصلت الكويت بسرعة رحلة العطاء والبناء في جميع المجالات وما تخلل هذه الرحلة من نجاحات على الساحة السياسية عربيا ودوليا وإن كنت أتمنى لو ان ما حققته سياسيا وعربيا ودوليا قد انسحب على أوضاعنا السياسية المحلية والتي مازالت في العناية المركزة وكذلك كنت أتمنى لو ان أوضاعنا الاقتصادية كانت أفضل مما هي عليه الآن وذلك نتيجة للأعباء المالية الضخمة التي تحملتها الدولة لكثير من المشاريع الفاشلة والتي كان يجب إعادة النظر فيها قبل تنفيذها.
وإذا ألقينا نظرة سريعة على مسيرتنا الديموقراطية خلال ما انصرم من أيام فسنشهد ان اللعبة البرلمانية كثيرا ما تجاوزت الحدود واقترب اللاعبون فيها من الخطوط الحمراء وكأنهم في واد مختلف تماما عن التوجهات الشعبية التي أوصلتهم الى مجلس الأمة ليخدموا الشعب ويدافعوا عن حقوقه، لا أن يشتغلوا ويشغلونا معهم بمجموعة من القضايا وكأن قضايانا قد سويت ولم يبق أمامنا إلا قضايا (الشد والرخي) في حين ان الحقيقة تشير الى ان أدمغة البعض تجمدت بالفعل فاختلط عليها الأمر ولم تعد تميز بين مصالح الناس وصناديق الانتخابات المقبلة.. حبذا لو يعرف البعض ونحن في الأيام الأول من سنة 2014 ان التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية شرط لا مفر منه ورغم اننا هيأنا أنفسنا ودخلنا سنة تسرع الخطى وكأنها تريد ان تسألنا عن أحوالنا في هذا العالم المتغير في ظل القفزات الحضارية المتميزة والانطلاقات الاقتصادية العملاقة في الشرق والغرب.
ندعو الله عز وجل أن يحقق لنا في هذه السنة أمانينا الكثيرة ومنها وضع استراتيجية جديدة للتحرك باستخدام أساليب مختلفة وأكثر فاعلية في بناء المستقبل كما اننا نتطلع بكثير من الأمل الى أن تطبق الأمم المتحدة قراراتها وتعطي الحق لمن يستحقه ونضع الأمور في نصابها الصحيح مرة واحدة وإلى الأبد، وما دمت في باب الأمنيات فإنني اتطلع الى حل نهائي لمشكلة إخواننا في سورية وأتطلع الى وضع حل نهائي لمشكلة الإرهاب بجميع أشكاله ومسمياته وهي مشكلة تقض مضاجع الكثيرين وتسرق النوم من عيون الملايين من أبناء هذا العالم الكبير.. كما أتطلع بكثير من الأمل الى حل ينزع فتيل الفتنة في مصر ويعطي الحق لمن يستحقه وتوضع الأمور في نصابها الصحيح مرة واحدة الى الأبد بلا رجعة وان تعود مصر الحبيبة كما عهدناها سابقا ودائما واحة للأمن والأمان الآمال والأحلام عندي كبيرة ولكنني في إطار من الواقعية أتمنى أن يسود السلام العادل والدائم الشرق الأوسط وأن تشهد هذه السنة حلولا مقبولة وعادلة للأزمات المتفجرة في بلادي وان تحل مشكلة أزمة السكن الحكومي وهي أزمة تؤلم الكثيرين وتسرق النوم من عيون عشرات الألوف من أبناء بلدي وأخيرا فإنني أتضرع لرب العزة أن يجعل سنة 2014 سنة خير وبركة على هذا الوطن العزيز وعلى هذا الشعب الكريم وعلى والد الجميع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين وأن يكون حال الأمة العربية وحالنا في بلادنا أفضل مما نحن فيه.. إنه سميع مجيب الدعوات.
[email protected]