أمينة العلي
هل تلبي وسائل الإعلام الدور المجتمعي لها، بمعنى هل تمثل هذه الوسائل «بارومتر» يعكس ما يدور في المجتمع بكل تفاصيله وجمالياته وتشوهاته الكثيرة؟ وهل الصحافة تملك قرون استشعار تجاه ما يدور في المجتمع؟ وهل الإعلام ينطلق من رؤية واضحة بحيث يتدخل ويتداخل مع القضايا والموضوعات الاجتماعية والسياسية المطروحة في كل الوقت؟
والسؤال المهم هنا هل تلبي وسائل الإعلام الدور المجتمعي لها وهل تمثل هذه الوسائل بارومتر يعكس حالنا في الوقت الراهن وما نحن فاعلون ونحن مازلنا ضمن دولة الجدران العامة، استقالت الحكومة وحل مجلس الأمة والبعض هيأ نفسه للدخول في انتخابات فرعية أو انهم فعلا خاضوا تلك الانتخابات ورغم محاولاتي الشديدة لإحباط انفعالاتي وتحجيم ردود فعلي وفعل الآخرين فالسياسة التي تعيش عليها الكويت اليوم من فرط انهيارها جعلتنا على وشك ان نفقد صوابنا ما يحدث حاليا يزعج الجميع لأن عدم تمسك البعض بالقوانين واللوائح الخاصة بالانتخابات وتصميمهم على عقد انتخابات فرعية أره من وجهة نظري بوادر لأيام كارثية ستحل بالمجتمع في السنوات المقبلة وهنا أتساءل خوفا على هذا البلد الذي أعشقه وخوفا على كويتنا أليس هناك مواطنون راشدون يفهمون مصلحة بلدهم يعملون على إنقاذ هذا البلد الآمن من الانتفاضة القبلية.
الشعب منهك اقتصاديا ويتمزق اجتماعيا ويحتقن سياسيا لأنه عندما تحكم العصبية والقبلية فئات المجتمع فانتظروا الكوارث لأننا مازلنا نعيش ضمن سياسة (اللهوجة).
لا شك في ان الذين تضطرهم ظروف العمل واهتماماتهم بالشأن العام الى تصفح وقراءة الصحف ومتابعة وسائل الإعلام يصابون بحالة من الخوف واليأس من المستقبل نتيجة لما يقرأونه عن أحوالنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية خاصة حول ما وصلنا إليه من تفكك سياسي ويسأل نفسه سؤالا مهما جدا وهو من يضعف سلطان الدولة ونفوذها؟ ومن يثير المتاعب للحكومات ومن هو الذي يتمكن من خرق نظام السلطة والتغلغل الى داخل جهازها؟ ومن هم الذين يثيرون الشغب أو يضللون الرأي العام وأيضا من هم لصوص الرأي العام.
ما نراه بعين الخيال أجمل بكثير مما نراه في الواقع كل شعب له همومه ومشاكله والإعلام ككل سواء المقروء منه أو المسموع لا يطرح الأزمات إلا لإشعالها أو للتسلية والتشفي والشماتة.
أتمنى من وسائل الإعلان أن تتبنى طرح قضايانا ككل وان تعمل لحل مشاكلنا وتوعية جمهور الناخبين بكيفية الانتخابات وأعباء هذه التوعية تقع على كاهل جميع أبناء الوطن يجب ان يحملوها ويقوموا بها متضامنين لأن العيب فينا، العيب في اختيارنا الخاطئ فهذا الاختيار المبني على فزعات ومعاملات ورشاوى لن يؤدي بكل تأكيد إلى إصلاح ولا إلى تقدم لأنه ببساطة، والبساطة راحة، لا يؤدي إلا إلى المزيد من الفساد والإفساد والتخلف لذلك أقول بكل صدق وأنا مؤمنة بما أقوله لا يتوقع أحد أن يأتي الإصلاح والازدهار والعودة الى المقدمة بعدما أصبحنا في المؤخرة وبشكل أكيد إلا عندما ينتخب شعب الكويت نوابا يعملون على تحقيق مصلحتنا ومصلحة بلدنا لأنهم أتوا للمجلس بإرادتنا أي بإرادة الشعب ولم يقم أحد بفرضهم علينا بل نحن من أتى بهم ووضعناهم ممثلين عنا في مواجهة الحكومة مشرعين ومراقبين لو كان اختيارنا جيدا سلمنا وبارك الله لنا في هذا الوطن ومستقبله ومستقبل أبنائه.