هناك تآمر على حق المرأة في الانتخابات والترشيح والتوزير أين أنت أيتها المرأة، من دفاعك عن نفسك وعن حقوقك التي يراد اغتصابها؟ أين أنت من الذين يحاولون المتاجرة بك باسم الدين؟ لماذا أيتها المرأة أنت دائما يحاول البعض اظهارك بعدم احترامك للقانون والدستور؟ لماذا أنت دائما في صراع بينك وبين عقول البعض والتي أصابها الجمود والتحجر؟ البعض يرى في تدويل الصراع مخرجا لعقدة نفسية قد أصابته، نحن نعيش ونحيا ونحترم الدستور الذي يطبق قوانينه المدنية على الكبير والصغير، وهذا طبعا لا يعجب الذين يسعون الى تغيير الدستور الذي هو معاهدة بين الشعب والحاكم وعلينا جميعا احترامه.
عندما اخترنا المرأة المرشحة لم نكن عميانا ولا كان تفكيرنا في اجازة، كنا على علم ودراية بما تلبس المرأة المرشحة من زي ترتديه ما دام محتشما، ولكن بعض النواب بالمجلس يصح ان يطبق عليهم المثل وهو «خلقت حاجتي من جارتي» وهم وان جاز لي التعبير هم من يطبل ويهلل لتطبيق فتوى وزارة الأوقاف بارتداء المرشحة النائبة للزي الاسلامي والشرعي وهو الحجاب، من يصفق لهذه الفتوى هل سأل نفسه عن كيفية تعامله مع المرأة غير المحجبة في خارج إطار المجلس؟ هل تعامل هؤلاء النواب سيقتصر على المرأة النائبة فقط، وبذلك يمنع نفسه من مخالطة بقية النسوة غير المحجبات في الأسواق والمجمعات والجامعة والمدارس ووزارات الدولة؟ وهل سأل نفسه من أوصله لكرسي المجلس وكيف سمح لنفسه بأن تصوت له امرأة سافرة غير مرتدية الحجاب؟ أم انه في مثل هذه الحالات كانت الأمور عنده متساوية لا فرق بين سافرة ومرتدية للحجاب، كيف سمح لنفسه باستقبال النسوة غير المحجبات في الندوات والمحاضرات والجلوس معهن لشرح برنامجه الانتخابي؟ نحن تحكمنا دولة يطبق بها القانون المدني الذي لا يجبر ذكرا كان أم أنثى على فعل ما لا يريده، ولكن للأسف مطالبة بعض النواب بالحجر على المرأة تشعرني بأننا نعيش في غابة يسود فيها التعصب الفكري والطائفي والقبلي، وأغلب مشاكلنا حدثت بسبب رغبة البعض في فرض وصايته ورأيه على الآخرين، ورغم ذلك من المفروض اننا نعيش ضمن مجتمع ديموقراطي بني على أساس احترام الحريات، وما نراه في مجلس الأمة من عنف لفظي ومحاربة للمرأة المرشحة وصل الى أبعد الحدود رغم ان مجلس الأمة مكان من المفترض ان يكون ذا وعي أكبر.
العنف دخل الى مجلس الأمة دون استئذان من خلال بعض أعضائه الذين يحاولون سحق المرأة ودفنها وهي حية. حقيقة انا لست مع رأي نواب بإلزام المرأة والنائبة بارتداء الحجاب،، فهي حرة ترتدي ما تشاء ما دام لباسها محتشما ولا يظهر مفاتن جسمها، هؤلاء يحاربون الحريات فما دخلهم في ان ترتدي المرأة الحجاب؟ في النهاية حسابها عند ربها، ولا أعلم لماذا يتم الخلط بين الأمور. المرأة في المجلس من اجل تحقيق هدف يخدم وطنها واما الدين فهو أمر بين العبد وربه. لماذا تصعيب الأمور وتعقيدها وتحديدها بأن هذا اللبس حرام وذاك حلال؟! كل هذه أشياء تخص العلاقة الروحانية بين العبد وربه، ليس مفهوما لدي حتى الآن ما هدف النواب المتأسلمين من محاربتهم للمرأة بصفة خاصة؟ بدلا من ان يشغلوا أنفسهم ويشغلونا معهم بأمور خاصة بين العبد وربه عليهم العمل والبحث في قائمة طويلة مليئة بالمشاريع والقضايا تخص البلاد والعباد، اذا تمكنوا من طرحها فستتحول بلادنا بإذن الله تعالى الى ورشة عمل تحرك الوضع الاقتصادي النائم، اما النائبات فنأمل منهن الاهتمام ببعض المشاريع التي تخص المرأة بالنسبة لحقوقها المدنية والاجتماعية. فآمالنا كبيرة فيهن.