أخت عزيزة علي من فئة غير محددي الجنسية، اتصلت بي طالبة مني أن أكتب جزءا من معاناتها ومعاناة أبنائها في الدراسة، تقول هذه الأخت: في مدارس أبنائي يتم تكديس طلاب المرحلة في عدة فصول، وأحيانا يصل عدد الطلاب إلى 60 طالبا في الصف الواحد، غير ذلك الإهمال من المعلم المضغوط بين الإدارة والعمل، الذي لا يستوعب هذا العدد الكبير فتسود الربكة والفوضى في الفصل أحيانا، فلا يستطيع أن يحكم سيطرته على الوضع، لذا لا يتردد في أن يصب جام غضبه على الطلاب بالسب والشتيمة والضرب أحيانا، وتضيف: تصوري أن كتاب ابني لم يتم تصحيحه من بداية العام الدراسي، وأيضا لو حضرت اجتماع أولياء الأمور، فإن الغالب لا يعرف المدرس من هو الطالب المقصود، ولا يذكر حتى اسمه، ولا ندري لمن نشتكي أو حتى يسمعنا ليحل تلك المشكلة التي تتفاقم ولا تنتهي، فنحن ندفع كل التكليف المطلوبة منا من أجل أن يحصل أبناؤنا على التعليم، لذا فمن حقنا أن نرى أولادنا يتلقون العلم حالهم حال غيرهم من هم في سنهم، فأتمنى من وزارة التربية ومن يهمه الأمر، النظر في هذا الوضع التعليمي المؤسف، وإصلاح ما يمكن إصلاحه، (انتهى حديثها).
حقيقة ان وضعا كهذا يرثى له، ويعتبر وصمة عار في جبين التعليم، فالمدرسة أسرة مصغرة لكل مجتمع، وعلينا أن نهتم في بناء الإنسان أيا كان لونه أو جنسه أو هويته، فالتعليم جزء مهم من حياة كل فرد يعيش على هذه الأرض، والتربية هي أول لبنة يجب أن نضعها في كل فصل، ومأساة تلك الأخت التي تعاني من غياب هذين الأمرين المهمين داخل أسوار مدرسة حملت على عاتقها تعليم هؤلاء الطلاب مقابل مبلغ مالي، ليست فقط هي مأساتها، إنما هي مأساة كل أسرة تركت أبناءها في ذلك المكان رغبة في الحصول على شهادة تعليمية تعينهم على الحياة الكريمة لمستقبلهم القادم، ومنا إلى كل جهة مسؤولة للتحرك السريع وإصلاح ما يمكن إصلاحه.
[email protected]