فيصل الزامل
قام الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض باطلاق موقع الكتروني مخصص لتوعية الجمهور بالاسعار المغالى فيها سواء للمواد الغذائية او الملبوسات او مواد البناء وغيرها في المملكة العربية السعودية، حيث يستطيع المواطن زيارة «الموقع» لمعرفة سعر اي سلعة والتثبت من افضل العروض بالمقارنة مع امثالها في السوق بكبسة زر، يستقبل الموقع بيانات جميع الشركات واسعار بضائعها بشكل يومي حسب سعر بيعها في المحلات والاسواق التجارية، وتتبع «الموقع» غرفة عمليات تتلقى الشكاوى من المواطنين على خط هاتف يعمل على مدار الساعة لرصد الفروقات بين ما هو مذكور في الموقع الالكتروني وما هو مسجل على السلعة المعروضة، ان وجد.
المستفيد «الثاني» بعد المواطن هو الشركات التي تزداد مبيعاتها نتيجة لاعتدال اسعارها، والمتضرر هو الشركات التي تعجز عن ارضاء المواطن في السعر والجودة، فمن القواعد الاقتصادية الاساسية ان تقدير الثمن «الرشيد» للسلعة يتحقق بعد الاطلاع على البدائل المتاحة لنفس النوع والجودة، وهو ما يسهل تحقيقه في عصر المواقع الالكترونية اكثر من اي وقت مضى، ومن لا يتمكن من زيارة تلك المواقع فانه حتما سيسمع باتجاهات الجمهور نتيجة لتداول المعلومات بين الناس على نطاق واسع.
نحن في الكويت وربما في بقية دول الخليج بحاجة الى تطبيق هذا الاسلوب وعدم الاكتفاء بزيادات في الرواتب يلتهمها السوق التجاري اضعافا مضاعفة، وقد لفت رعاية سمو امير منطقة الرياض لفكرة الموقع، ثم حجم تجاوب الشركات التجارية السعودية، الامر الذي يحقق لهذه الاداة فاعلية حقيقية ويمنع التلاعب بها بأي صورة من الصور.
شيء مشابه نحتاج اليه في وارد خدمة «الاتصالات الهاتفية المتنقلة» ففي نظرة متفحصة لاسعار هذه الخدمة نكتشف ان المنافسة في الكويت لم تحقق خفضا في الاسعار بسبب اتفاق تلك الشركات على المستهلك، في حين ادت المنافسة في الولايات المتحدة الى ما يلي: «سعر الاشتراك الشهري مائة دولار، ويشمل 1350 دقيقة مجانية في اليوم الواحد، ويتم ترحيل ما لا يستخدم الى الشهر التالي - الرسائل القصيرة وارسال واستقبال الصور والڤيديو كل ذلك بلا مقابل - الاتصال بين جهازين لنفس الشركة بلا مقابل - من 9 مساء الى 7 صباحا المكالمات بلا مقابل ولا تحسب من الرصيد» ثم، هناك خدمات اخرى تتحقق عبر اشتراك بـ 5 دولارات شهريا وتشتمل على «جهاز بديل في حال فقدانه - تصليح الاعطال - بطاقة اتصال بديلة عن المفقودة - تخزين ارقام هاتفك أولا فأولا واسترجاعها اذا فقدت البطاقة - اذا نفذ بنزين السيارة ثلاث غالونات مجانية - اذا تعطلت عجلات سيارتك تصلك سيارة لاصلاحها بمجرد ان تتصل - ضياع المفتاح وعطل البطارية كل ذلك بلا مقابل».
هذه الخدمات تتوافر في مدن بنفس الكثافة السكانية للكويت، واذا كان الرد بأنهم يسعرون على امتداد البلاد وحجم المشتركين هناك بالملايين فاننا نسمع ان حجم شركاتنا صار يمتد على اربع قارات وعدد المشتركين وصل الى خمسين مليون مشترك، بينما لا تتقاضى دول الخليج ضرائب من تلك الشركات كما هي الحال في الولايات المتحدة.
كلمة أخيرة:
هذه نصيحة لشركات نعتز بنجاحاتها، ومثلما رأينا في تجاوب الشركات مع الموقع الالكتروني - في السعودية - لكبح جماح الاسعار نريد تجاوبا لا يقتصر على «ادفع 29 دينارا مقدما نخفض لك سعر الدقيقة» فهذا التذاكي على المواطن لا يتلاءم مع مسؤولية الشركات «الاجتماعية» تجاه الناس الذين هم مصدر دخلهم الرئيسي والوحيد تقريبا.