فيصل الزامل
ترى، ما الخطوات التي يجب أن نقوم بها لوقف التحاق شباب من بلادنا بالعمليات الانتحارية في العراق؟ إننا نتحرج من اقتلاع نبتة صغيرة من أرض الحرم، فما الحال مع اقتلاع أرواح عزيزة تذهب إلى أيادي عملاء مخابرات يبيعونهم كالشياه لتنفيذ مخططاتهم، في غفلة منهم عما يدبر لهم؟
لقد تحركت الدولة لمواجهة هذا الخطر الداهم عبر تشكيلها لجنة تضم الوزارات ذات العلاقة (التربية - الأوقاف - الداخلية - الإعلام) لمواجهة الغلو والتطرف، وطلبت اللجنة ان تكون لديها ذراع تنفيذية فتأسس «مركز الوسطية» وقد جاء استقطاب د.عصام البشير للمركز بتوجيه من صاحب السمو الأمير يحفظه الله، ولا يجهل أحد أعباء التأسيس لنشاط علمي يحمل في طياته الجانب الإعلامي، وقد جاء انعقاد مؤتمر واشنطن أيضا بتوجيه كريم من صاحب السمو الأمير، وقد قرأت الأبحاث التي قدمت فيه بالعربية والإنجليزية وهي تجيب عن أسئلة يطرحها المواطن الأميركي مثل «س.ما نظرة الإسلام الى اليهود والنصارى كديانة، وهل ينطلق الموقف من اليهود من مبدأ اللاسامية» وأسئلة أخرى كثيرة بالإنجليزية مما يشغل بال الرأي العام هناك، ومن المحزن ان يتم إقحام عمل ثلاث سنوات مع أمور أخرى لا صلة لهذا النشاط بها لا من قريب ولا من بعيد.
ربما لا يهتم كثيرون «بالموسوعة الفقهية» التي اعتبرتها الدول العربية والإسلامية إنجاز القرن العشرين من الناحية الفقهية، وأينما ذهبت في العالم أسمع الثناء عليها واستخدامها كمرجع في الفقه المعاصر، وهو إنجاز للكويت وللأمة الإسلامية، ومن المؤمل ان يحقق نشر الاعتدال ورد الشبهات عن الإسلام عبر نشاط «مركز الوسطية» نفس القدر من المكانة للكويت، بعد ان احتل هذا الموضوع أولوية قصوى في الساحة الدولية على النحو المعروف أمنيا وفكريا، وقد استمعت الى رأي اخوة من السلفيين يستغربون فيه التعريض بالمركز بعد ان اطلعوا على أنشطته التي تعرضت الى تشويه لا مبرر له فالنفقات الإدارية ليست عنصرا مفاجئا عند إقامة أي نشاط، ومن غير الجائز ان يتم توظيف ملاحظات ديوان المحاسبة التي لا تخلو منها أي جهة لإيقاف رواتب العاملين بالمركز وحرمان الباحثين من مكافآت نظير أعمال علمية كلفوا بها ونفذوها.
إنه شيء محزن أن يتم تقصد العلماء والدعاة بالضرر من قبل إخوة لهم - وجدي غنيم، د.عصام البشير - من رمضان الى آخر، الأول تعقبوه على كلمة قالها قبل 17 عاما ثم اعتذر عنها في وقت لم تعتذر دول آزرت العدوان، ومع ذلك فنحن نضخ فيها مئات الملايين ولكننا لا نتسامح مع كلمة، مثل هذا يحدث مع د.عصام البشير الذي تم ترشيحه لمنصب آخر في المملكة العربية السعودية، أمينا عاما لمجمع الفقه الإسلامي، ولكنه استجاب لدعوة الكويت ممثلة في صاحب السمو الأمير يحفظه الله، ولسبب لا صلة له بالعمل يتم نقله على النحو المنشور، ويجري حتى خصم ثلاثة أيام من راتبه عن بقية شهر سبتمبر كونه تقدم باستقالته قبل نهاية الشهر، وهو قدمها ليرفع الحرج عن الجميع، فالأمر لا يتعلق بوظيفة بقدر ما انها رسالة كريمة، تستحق شيئا أفضل مما حدث في الأيام القليلة الماضية.
إننا نسطر صحائفنا التي سنلقى الله بها، يوما بعد يوم، فلينظر «أحد» في صحيفته وما حوته بين رمضان مضى وآخر يوشك على الرحيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كلمة أخيرة:
التوضيح المنشور في الصفحة الأولى اليوم عما نشر بالأمس، يشير إلى أن لقاء د.عصام البشير مع وزير العدل والأوقاف كان راقيا، لم يحدث فيه شيء مما ذكر، فالرجلان على درجة من العلم والمسؤولية لا يليق معها تصويرهما بما يحدث بالمخافر.