نكتة تقول «إن أحد السذج توظف في وزارة الحج في إحدى الدول الخليجية فجاء إلى أول يوم عمل له وهو يلبس إحرامه»، أضحكتني النكتة كثيرا عندما سمعتها في اليوم الأول، ولكن ضحكي لما اشتد ساعده في اليوم الثاني رماني وأبكاني، وجعلني أفز كالملدوغ من نومي كارخميدس أخي الإغريقي الذي صاح «وجدتها وجدتها»، وصحت أنا فهمتها فهمتها.
أنا وللأسف نسخة كربونية من هذا الساذج، حالي كحالكم يا معشر العرب فنحن نظن أن المصطلحات كالليبرالية والعلمانية والإسلامية وغيرها هي اسم على مسمى ولكنك تفاجأ بأن ما تعتقده سراب ووهم، وان كان فيكم من لا يصدقني فليدخل الـ «فيس بوك» وليحدق فيس تو فيسبوك او يشنف اذانة ليسمع «تتويتة» هنا أو «تتويتة» هناك في اعشاش التويتر ليرى العجب العجاب، ليبرالي تستجير بصفحته الفيس بوكية من الرمضاء يشجعك ما تزدان به الصفحة من شعارات حرية الإنسان وكرامة الإنسان وفردانية الإنسان (فتشعر بأن الدنيا مش سايعاك) ولكن بعد تعليقين يتردد صداهما بينك وبينة «تشعر بأن الدنيا كلها لا تسع خيبتك، وأنك استجرت من الرمضاء بالنار»، فأخونا نطاق تغطيته الليبرالية يغطى فقط منزله وشارعهم ومنطقته وما يخصه ويخص «الفاميلي» فقط، أما خارجها فعين عمار في النار، فتخرج مذموما مدحورا فتمر بصفحة علماني كان يصيح في فرجان «الفيس بوك» زواج الدين من السياسة باطل باطل، لتجده جالسا يشهد على زواجها ويشرب شربات الفرح وهو مبتسم المحيا لا لهداية من الله أو لتغير قناعاته بل لأنه اكتشف نظرية جديدة لا تدرس في جامعات الغرب، ألا وهى «اللي تكسب به العب به».. وعلماني يفوت ولا حد يموت..فتدس نفسك ما بين أوراق صفحة فيس بوكية ملئت بشعارات إسلامية ما لعلك تجد سلوى وراحة مما واجهته أثناء عبورك كثبان رمال الفيس بوك المتحركة وتنططك كطرزان من غصن «تويتري» إلى آخر.. ولكنك عندما ترفع رأسك قليلا ترى الصفحة تمور بموج كالجبال يتصارع فيها الذين يعبدون ربا واحدا ويقتدون برسول واحد ويقرأون من كتاب واحد تصارع الديكة هذا يصيح وهذا يصرخ وهذا يولول يتساجلون في مسائل فقهية لو تركت كالقطا لنامت وفى الدين سعة ويسر ولكن يا ليت قومي يعلمون.
يا معشر العرب العاربة والمستعربة أنصحكم في المرات القادمة ألا تضحكوا على نكتة قبل أن تتبينوا لكيلا تصبحوا على ما ضحكتم نادمين كحلاتي.
[email protected]