غريبة هي حال الدنيا! نبدأها بحب ويصل بنا المطاف للكره المسيس!
كلنا تابعنا الأحداث الأخيرة التي فطرت قلوبنا جميعا في الخليج العربي الذي تأسس على حب الأشقاء الست، وتعلمنا أننا جسد واحد في الدم والدين والتكاتف، بل كدنا نؤمن إيمانا تاما بأننا لن نفترق أو نختلف مهما حصل، ليأتي خلاف سياسي بين القادة يعكر صفونا جميعا، لذلك يجب علينا أن نتريث وننتظر حكمة الكبار، ولا نختلف لخلافاتهم، هذا ما تعلمناه حتى على الصعيد الأسري والعائلي بل وهذا ما تعلمناه في الأخلاق، عندما يختلف الأب مع أخيه نبقى نحن الأبناء كما عهودنا متماسكين إلى أن يهدأ الوضع ويدحر الخلاف الذي حصل بينهما.
الوصول إلى قطع العلاقات مع الشقيقة قطر «فاجعة» ينفطر لها القلب، وتدمع لها العين، وقد تأثرت الشعوب الخليجية مثلنا بذلك، ولو رجعنا إلى الماضي لوجدنا أن قيادات الخليج هم الذين زرعوا الحب بين هذه الشعوب، وهم الذين وجهونا إلى التكاتف وعلمونا أننا أخوة وأشقاء.
لذا فمن غير المنطقي أن الشعب الخليجي ينجرف إلى الخلافات السياسية، فالشعب حر فيمن يحب، وحر في توجهاته، ولا تجوز المقاطعة الاجتماعية ولا يجوز قطع الأرحام، ولا يجوز للحكومة الضغط على أي فرد من أفراد المجتمع ليصبح عدوانيا وكارها لما يحب.
فلندع مصطلح «اخوان» السياسي ولنكن إخوانا في معناها الحقيقي، ولنكن مسلمين بقرآننا الكريم وسنة نبينا الواضحة كل الوضوح، هذا ما تعلمناه وهذا ما نريد، لا نريد تعصبا أو فرقة ولا نريد أحزابا وتكتلات تضر بهم وبعلاقاتهم وعلاقتنا نحن أيضا.
الشعوب الخليجية سيبقون على العهد وسيبقون أخوة وأشقاء يربطهم الدم والعرق والتجاور الجغرافي المميز، فلندع السياسيين والسياسة وشأنها، ولندع الخلافات لمن صنعها ولمن سعى إليها، فإن القادة الخليجيين وحكامنا كلهم أشقاء والخلافات واردة، وأقرب مثال على أن القادة أخوة عندما يختلف اثنان أو ثلاثة من أصل ست دول فنجد الباقين مصدر صلح مثلما حصل في السعي المبارك لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، عندما رأى تلك الخصومة أصر على أن يصلح ذات البين، وقد تجاوب الأشقاء مع سعي سموه، وسنرى أياما أفضل في المستقبل القريب.
ندعو الله أن يحفظ لنا حكامنا حكام دول الخليج الذين نكن لهم كل الاحترام والولاء والطاعة، ولا يختلف أي واحد منا على أنهم عزنا وفخرنا مدى الحياة.