قبل أيام هز نبأ وفاة الشيخ محسن عجيل الياور شيخ قبيلة شمر قاطبة الأوساط الخليجية وبعض الأوساط العربية لما له مكانة كبيرة وحب غامر لدى الكثير من الناس سواء من أفراد قبيلته أو القبائل الثانية والعوائل كافة، ولعل هذا الحزن النابع من الحب والوفاء لدى الكثير من الناس له أسباب رئيسية أساسها أسرة آل الجربا الكرام وأفعالهم التي تتحدث عنهم من المشرق إلى المغرب ومواقفهم السياسية التي تدل على أنهم أساس في كل موطن وكل بلد في بقاع الوطن العربي لما لهم من مكانة كبيرة لدى الحكام ولدى الشعوب.
وقد رأينا برقيات التعزية فور إعلان نبأ وفاة محسن الجربا، طيب الله ثراه، من أغلب حكام وأفراد المنطقة العربية.
ونركز على برقية التعزية التي بعثها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وسمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، التي شملت برقية التعزية مآثر المغفور له وموقفه إبان الغزو العراقي على الكويت ومعارضته لصدام وحزبه لذلك الغزو.
ليس الغريب في برقيات التعزية التي توالت على ذوي المرحوم لأنه ذو مكانة في القلوب والعقول لدى الكثير من الناس، ولكن الغريب هي تلك المزايدات والتكسبات في استغلال مكانة الشيخ الجربا، ليأتي عضو من أعضاء البرلمان الكويتي ليقترح على البرلمان تسمية أحد شوارع الكويت باسم الشيخ محسن لما له من مكانة ومواقف بارزة تجاه الكويت، وللتذكير فقط بأن موقف محسن الجربا لم تكن لأجل مقابل أو عائد كان ينتظره في حياته أو ينتظره ذووه وأهله بعد وفاته، بل المواقف كانت لحبه للكويت وأهل الكويت بقبائلها وعوائلها، وكذلك مواقفه جاءت لأنه يعي تماما بأن الغزو العراقي خطأ فادح ارتكبه صدام.
وللعلم فقط، فالشيخ الجربا مكانته مغروسة في كل مكان هو وأسرته الكريمة لدى الكبار والصغار ولدى الحكام والشعوب ومواقفه بارزة، لن يزيدها بروزا شارع يحمل اسمه أو مقترح فيه تكسب سياسي أو انتخابي، فأسرة الجربا اسمها وفعلها باق «كالنقش الفرعوني» الذي لا يزول على مر العصور والأزمنة وذكرهم يتوارثه الأجيال جيل بعد جيل، وليس بحاجة إلى طريق أو شارع يطلق على اسمه.
رحم الله الفقيد الشيخ محسن الجربا وألهم ذويه الصبر والسلوان، ولنعلم جميعا أن الجربا لم يمت ما دام في الأرض أشخاص مواقفهم سارية ونافذة وباقية كالشيخ فرحان نايف الجربا والشيخ عبدالله الحميدي الياور والشيخ احمد المشعان، والشيخ فيصل منيف الجربا وجميع آل الجربا الكرام.
واختم بما قاله أحمد شوقي في إحدى قصائده:
المجد والشرف الرفيع صحيفة
جعلت لها الأخلاق كالعنوان
وأحب من طول الحياة بذلة
قصر يريك تقاصر الأقران
دقات قلب المرء قائلة له:
إن الحياة دقائق وثواني
فاصنع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثاني!
[email protected]