Note: English translation is not 100% accurate
إعدام صدام
الأربعاء
2006/11/8
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : حسن الصايغ
حسن الصايغ
لم أعر أي اهتمام لجلسات محاكمة المهزوم صدام وأعوانه التي جرت في الأشهر السابقة بقدر انتظاري ليوم صدور الحكم على تلك المجموعة التي جثمت على صدور العراقيين طيلة 35 عاما عاش فيها العراق تاريخا من القتل والبطش والجوع والفرقة وسلسلة من الحروب التي أكلت الأخضر واليابس.
ولم أتابع ما دار في محاكمات جرائم الدجيل والأنفال، بقدر متابعتي لما كتبه بعض أزلام النظام السابق من كتاب وإعلاميي كوبونات النفط الذين حاولوا بكل الوسائل الدفاع عن ولي نعمتهم أمام الجرائم التي ارتكبها هو وأعوانه بحق الشعب العراقي، وفي حربي الخليج الأولى والثانية.
اعتقدت أن من ناصروا النظام الصدامي المخلوع سيعودون الى رشدهم ويعترفون بخطيئتهم، ويكشفون ـ بما لديهم من معلومات ووثائق ـ عن الجرائم التي ارتكبت في عهد البعث العراقي.
إن صمت القوى العربية المناهضة لحرية العراق من ديكتاتورية صدام، ورفض أصحاب الأقلام الاعتراف بخطيئتهم، دليل دامغ وواضح لما وصل اليه حال هذه القوى والأقلام في كيلها بمكيالين، حينما تنادي بالديموقراطية والحرية للشعوب، فيما هي في الحقيقة تدعو لإجهاض الأصوات المنادية بالحرية، وتناصر فرض الديكتاتورية على الشعوب التي تتطلع للحرية كهدف للعيش الكريم.
وأكثر ما أضحكني تصريحات المحامية اللبنانية بشرى الخليل لـ «العربية نت»، حيث شككت في شرعية المحكمة والحكم، زاعمة ان الحكم معد سلفاً من الأميركيين والرئيس جورج دبليو بوش، في الوقت الذي كان فيه العالم أجمع يتابع المحاكمة ويستمع لردود صدام وأعوانه الذين تنصلوا بكل وسيلة من مسؤوليتهم عن جرائم القتل التي شهدها العراق سواء في الدجيل أو الأنفال، وكأن من ارتكب هذه الجرائم هم السحرة، أو كأنهم لم يؤمروا بأوامر القيادة الحزبية.
إن الفرق بين محاكمة صدام وأعوانه، ومحاكمة القائد الديكتاتوري ميلوسوفيتش ان محاكمة الأول جرت على مشهد من العالم، بينما الثاني جرت محاكمته في محكمة دولية لم نشاهدها، ولم نعرف ما دار فيها بقدر ما نحمل من معلومات عن جرائمه في حق سكان البوسنة والهرسك، وهنا نسأل أولئك المشككين: ألم يكن التحقيق عراقياً والمحاكمة عراقية خالصة؟ وماذا سيكون موقفكم لو حوكم في محكمة لاهاي الدولية؟ نعم، لقد أسعدني حكم المحكمة الجنائية بإعدام صدام المخلوع، وبانتظار حكم آخر عن مسؤوليته في حربي الخليج الأولى والثانية اللتين ستكشف تفاصيلهما في التحقيقات، وعندما تنعقد المحكمة مجددا (هذا إذا عقدت قبل إعدامه أمام الضغط الشعبي العراقي العارم).
ختاما، همسة نقولها لأولئك الذين يعيشون ما تبقى من زمن صدام: إن الشعوب العربية لم تعد تلك الشعوب التي يُضحك عليها بالشعارات الشعوبية القومية، وهي عرفت الفاسد والمفسد بحق الشعوب التي تطالب بالحرية والديموقراطية، وان الطغاة مهما استمر طغيانهم فمصيرهم الموت والشواهد كثيرة، ومبروك يا عراق على إعدام المخلوع ابن صبحة.
اقرأ أيضاً