الجو حار جدا، الحرارة ترتفع وتشتد، هذا ما يتردد يوميا من خبراء الأرصاد الجوية ومن العامة وهو يؤدي إلى الإجهاد والضيق والضجر، وإلى العنف أحيانا.
ويقول العلماء إن ارتفاع الحرارة ناتج عن فعل الإنسان الذي أجهد الكوكب بإنتاج غازات وملوثات أدت إلى ما يعرف بالاحتباس الحراري وغازات الدفء التي تتسبب في إجهاد وتدهور الكوكب الذي نعيش عليه ونتقاسمه جميعا.
وقد يسير تغير المناخ إلى الأسوأ إن لم نتدارك الأمر بالعلم والإرادة والسياسة والاقتصاد وعلى أعلى المستويات، ومن هنا تسابقت المنظمات الدولية لإعداد التقارير والدراسات وإطلاق النداءات لوقف ما نفعله بكوكبنا وتوصلوا إلى بروتوكول باريس الذي تحول إلى اتفاقية دولية لوقف تأثير المناخ على الحياة والتنمية من خلال إجراءات والتزامات لجميع الدول وقادتها، ولذلك استغرب الجميع إعلان الرئيس الأميركي ترامب عن انسحاب أميركا من اتفاقية باريس لتغير المناخ لأن هذا الانسحاب قد يضعف التزامات دول أخرى حيال كوكبنا.
إن كبار السن هم الأكثر تأثرا بتغير المناخ وارتفاع الحرارة، حيث ان استمرار ارتفاع الحرارة بسبب تغير المناخ قد يؤدي إلى ارتفاع الوفيات وتغييرات في وبائيات أمراض كثيرة ومن ثم فإن وثيقة الأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة التي اعتمدها قادة وملوك ورؤساء دول العالم في اجتماع الأمم المتحدة التاريخي في 25 سبتمبر 2015 قد نصت بصراحة ووضوح على التزام الدول باتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره والالتزام بتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وقد ورد ذلك ضمن الهدف رقم 13 من أهداف التنمية المستدامة البالغ عددها 17 هدفا.
وتضمنت الغايات المتعلقة بهذا الهدف مجموعة التزامات للتوعية ووضع خطط للطوارئ واستراتيجيات للحد من الكوارث المترتبة على تغير المناخ وتعزيز القدرات المؤسسية للتصدي لمشكلة تغير المناخ ومن بينها تأثيراته على الصحة وخصوصا صحة وحياة كبار السن والأطفال والفئات الضعيفة الأخرى. وخلال الفترة من الآن حتى عام 2030 يتعين على كل دول العالم أن تعد تقارير وطنية توضح بالمؤشرات ما أنجزته للعمل على تحقيق ذلك الهدف وغاياته.
فماذا أعددنا من دراسات واستراتيجيات وخطط عمل وطنية بشأن تغير المناخ وتأثيراته المتوقعة على صحة كبار السن وصحة القلب وهل لدى معهد الكويت للأبحاث العلمية والهيئة العامة للبيئة وجامعة الكويت رؤية مستقبلية في هذه القضية المهمة؟ وهل وضعت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي خططا للبحوث في هذا المجال؟ أم أننا سنتحدث عن تغير المناخ بنفس الأسلوب الذي تحدث به البعض عن ثقب الأوزون وكيفية إيجاد طريقة ما لرتقه.