لا يخفى على أحد منا، الدور الذي تقوم به الدوحة لاستضافة المونديال الذي سيقام بعد اثنتي عشرة سنة، حيث تبذل قصارى جهدها في هذه الايام لتقديم هذا الملف، فها هي تعمل على دفع الأموال الطائلة في الدعاية، وتدشين مواقع الملاعب العملاقة، واستضافة مشاهير لاعبي كرة القدم في انحاء العالم من أجل هذا الملف، فقط لكي تقنع العالم الأول بأنها التحقت بركبه وتؤكد للعالم الثالث انها انفصلت عنه إلى غير رجعة في التطور، رغم تأكيدها على عروبتها وخليجيتها الأصلية في مصيرها المشترك مع دول مجلس التعاون الست، فإن هذه الدولة أصبحت جوهرة استقرت على سطح الخليج، حتى بدأت بالعمل والجهد الحثيث في إبراز بريقها الجذاب، فأخذت تكشف عن جمالها، بفضل سواعد شعبها وقيادته الحكيمة التي لم تخذله يوما حتى ملكت حبه لها.
وقد تمكن بريق قطر من جذب انظار الدول حتى استقرت جوهرة تزين التاج الخليجي، حيث نجحت القيادة السياسية القطرية ذات الفكر الخلاق في صنع هذا البريق والمحافظة عليه من خلال العمل الدؤوب حتى تكون قطر دائما في مقدمة الركب في جميع المحافل الدولية والعمل على حل الخلافات القائمة بين الفرقاء وتقريب وجهات النظر بينهم وذلك لحرصها الشديد على بسط الاستقرار في المنطقة واثبات تأثيرها الكبير والفعال في المجتمع الدولي، وهنا قد يتساءل القارئ بأن قطر لم تأت بالشيء الجديد، بل ان هناك بعض الدول قامت بهذا الدور من قبل فكيف هذا؟
إلا أن الرد على مثل هذا التساؤل يكمن في أن قطر بدأت من حيث انتهى الآخرون، حيث وجدها المتخاصمون الركن الحريص على صهر خلافاتهم، وقد أخذت هذه الجوهرة بالاستمرار على هذا المنوال، رغم الانتقادات السياسية الا انها نجحت في تجاوز هذا الحسد السياسي، حتى اصبحنا معتادين على المفاجآت السياسية التي تطلقها القيادة السياسية القطرية لهذا الهدف.
ولا شك أن قيام دولة قطر الشقيقة بتقديم طلب لاستضافة كأس العالم لكرة القدم على أراضيها يستهدف المحافظة على بريقها المعهود، ويثبت للعالم قاطبة انها حاضرة ومازالت على قدر المسؤولية في اقامة مثل هذا الحدث العالمي، الذي يترقبه سكان المعمورة كل اربع سنوات على أحر من الجمر، ورغم التحديات التي تواجهها من الدول المنافسة فمازالت مستمرة في هذه المنافسة العظمى من اجل استضافة هذا المهرجان الذي يعد مفخرة للخليج والأمة العربية، فإن نجحت في استضافة هذا المونديال فهذا يدلل على الدلالة الأولى التي ذكرناها آنفا، ويعتبر هذا اعتزازا لنا كعرب، وان لم يحالفها الحظ في الاستضافة فإنني أرى انها استطاعت المحافظة على مكانتها السابقة في نظر العالم، ومن هنا يتعين علينا كخليجيين ان نقدم الدعم اللوجستي للشقيقة قطر، ونضع نحن بأنفسنا حجر الاساس لجسر المحبة حتى تكون قطر.. وطنا بلا حدود.