هو ذلك الشهر الكريم أُنزل فيه القرآن، وجعل الله إحدى لياليه خيرا من ألف شهر، يترغبها المسلمون حتى يفوزوا بأجرها لما لها من خصوصية في الأجر والبركة.
لقد فرض الله سبحانه الصيام لعبرة وحكمة للناس وهو غني عن صيامهم، لما يعتبر من افضل الطاعات وأقربها الى الله لانه لا يدخله رياء، أساسه النية وغايته الأجر، وحكمته ترويض وتهذيب النفس، ومن حكمته جعل الغني يشعر ويحس بجوع الفقير ومعاناته حتى يرجع الى الله بأفعال الخير
رمضان شهر يكثر فيه الخير والبر والعطاء وتجد المنافسة فيه على أشدها بفعل الخيرات وكل على قدرته وسعته فمنهم من يفطّر صائما ومنهم من يتصدق وجميع هؤلاء أجرهم عند الله.
رمضان شهر يكثر فيه التزاور وصلة الأرحام والتنافس فيه على بر الوالدين في الإفطار معهم وزيارتهم وقضاء حوائجهم والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، فإذا توفي احدهما أو كلاهما فبر الوالدين يمتد الى مابعد مماتهما.
شهر رمضان شهر يأتي كل عام مرة فيكون دعاء من أدركه: اللهم أعده علينا، فإن الإنسان لا يعلم متى يموت، فقد فقدنا في هذا الشهر احبتة علينا كانوا معنا بالأمس لم يدركوا هذا الشهر، كانوا أهل خير وعطاء وطاعة يزيدون بالخيرات في رمضان الذي مضى ولا أنسى في هذا السياق العم عايض الكليب بو ناصر عليه رحمة الله والذي كان في شهر رمضان سراجا منيار يعطي ذلك الشهر رونقا، جذاب لكل من يعرفه من الناس والأصدقاء، فدائما ما يحثهم على فعل الطاعات ودائما ما كان هينا لينا في فعله وحديثه الممتع لا تفارقه الابتسامة حتى في مماته.
واليوم نصوم هذا الشهر بلا عايض فكم من إنسان يصوم اليوم رمضان بلا حبيب ولا محب، فلم يبقى علينا من برهم سوى ان ندعو لهم والتصدق عنهم، فرحم الله أموات المسلمين.