الجذوة هي جمرة النار المشتعلة والملتهبة، أو عود الحطب المشتعل.. لكنها عادة لا تستمر في اشتعالها والتهابها طويلا، فسرعان ما تخبو، وينطفئ التهابها، أما ما نشعر به - نحن المصريين - من جذوة غضب مستعرة تجاه نزيف دماء أهلنا وأطفالنا وشبابنا على أيدي كلاب النار فلا أعتقد أنه سيخبو لمدة طويلة قادمة، بل أظن أنه سيتحول إلى استراتيجية عمل لمكافحة الإرهاب الذي يسيء إلى الدين وإلى الإنسانية جميعا.
ورغم الحزن العميق لما حدث، إلا أن هناك دلالات تحتاج إلى تفسير، وإشارات تستدعي التحليل، مثل لماذا تعمد الإرهابيون سرقة متعلقات الضحايا - الفقراء أصلا - قبل اغتيالهم بدم بارد؟.. وهل تعمدوا إلصاق صفة «اللصوصية» بالقتل والإرهاب؟
.. ولماذا سألوا الضحايا قبل قتلهم أن ينطقوا بالشهادتين؟ وهل لو نطقوا بهما على سبيل «التقية» كان الإرهابيون سيطلقون سراحهم؟!
أم أن الأمر فقط توجيه رسالة عبر الجرحى الذين تركوهم أحياء - عامدين متعمدين - كي ينقلوا الرسالة؟
وهي رسالة مقصودة «نجسة» كوجوههم «وضيعة» كعقولهم!
وأياً كانت الإجابة.. وأياً كانت جنسية أو ملة هؤلاء القتلة الفجرة، فإن وقت «الفعل» قد حان، وما الضربة الجوية التي وجهتها مصر لمعسكرات تدريب الإرهابيين في ليبيا سوى البداية، ويجب أن يكون القادم أقسى وأكثر إيلاما ونجاعة لاستئصال شأفة هذا السرطان الذي يصرون على زرعه في جسد مصر، ويأبى المصريون إلا أن يلفظوه مدحورا مدَمرا.. حتى لا يتكرر هذا العمل البربري المنحط الهمجي على أرض مصر مرة أخرى، وحتى يعرف العالم ان مصر لا ولن تدير خدها الآخر للإرهاب أبدا، بل ستواجه هذه الخسة التي لوثت وجه الإنسانية بمزيد من الشدة والحرب التي لا هوادة فيها.
خالص العزاء لمصر كلها مسلميها ومسيحييها، وبانتظار ثأر مصري متواصل يقول للعالم إن كل قطرة دم مصرية سيدفع الإرهابيون ثمنها غاليا.. ليس فقط من ضغط على زناد الخسة والعار في مواجهة صدور أطفال ونساء عزّل، وإنما ايضا من آوى وفكر ودبّر وموّل وحرّض.. أينما كان.. وحيثما كان..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]