@kholoudalkhames
أذكر أن المالديف وتلتها موريشيوس وتشيلي كانت قِبلات للـ «هوني موونرز» في العقد ونصف الماضيين، ومازال البعض يراها أيقونات الرومانسية، ففيها يجتمع مثلث الجمال كما يقولون «الخضرة والماء والوجه الحَسَن»!
تحكي لي صاحبتي: قضينا أول ليلة شهر العسل، الذي تقلص من شهر في العُرف إلى أسبوع، في موريشيوس، وكان «الأوتيل» الذي نقطنه شيئا من ضروب الخيال الذي يزورنا في الأحلام كلما أغمضنا جفنينا نتمنى الفارس والحصان الأبيض والطرحة والفستان ذا الذيل المسدل أمتاراً، بعد ليلتين أفقنا على صباح يوم العسل الثالث، كان السكن عبارة عن شاليه يتضمن حوض سباحة خاصا ومغلقا، كذلك أغلب المحتفين بأول أيام الزواج يفضلون الهروب عن الوجوه لوجه واحد هو الحبيب والزوج، وسطح الماء الشفاف كنيات البدايات الجديدة، وبين أحضان اللون الأخضر.
تقول: في اليوم الثالث، مرّ رجل أمام مقر سكننا وكنا في لباس السباحة ولم أره ولكن زوجي رآه لفينة ومضى لشأنه، يبدو صدفة أو خطأ أو لا أعلم كيف حدث ذلك ببساطة، ولكن زوجي فجأة وقف وجرني لداخل الشاليه وبدأ الصراخ!
أرضيتِ الآن ؟ هذا رجل غريب شاهد لحمك! لحمك الذي هو خاصتي أنا زوجك فقط!
ففغر فاهي نفسه!
استجمعت رجفتي وهدأتُ من روعي لتخرج الكلمات بمكانها وبصوت منخفض ونبرة ودودة وسألته بهدوء: لماذا لم تلحق به وتصرخ في وجهه أو تبصق أو تلكمه أو ما شئت أن تفعل إن تراه لائقاً كعقوبة له، إن كنت بهذه الحمية على «لحمك» كما أطلقت علي! فهو الذي أخطأ إن كان تعمداً ولا أظنه كذلك، أنا ما ذنبي حبيبي؟!
فجاءتني الصفعة التي يبدو أنه جهزها مسبقاً لينفس عن غضبه في رجل مرّ صدفة أمامنا، وتلتها جملة لا تليق بأي امرأة فكيف بامرأته؟!
ردت عليّ صاحبتي التي حزمت حقائب شهر العسل الذي لم يتعد الأيام الثلاثة إجابة على تهدئتي لها بأن الأمور تحتمل الصبر والتسامح والتسويات في الزواج، وقالت يا خلود: هناك أخلاق إن لم تكن في الإنسان في عمر الثلاثين، فلن تبزغ فجأة، تراكم التربية والتعليم والمجتمع والبيئة أخرج شخصاً فيه صفات من الصعب تغييرها أو تعديلها لأن التاريخ لا يسمح بالعبث به، مثل الجينات الوراثية.
وأكملت: لقد تعلمت من زواج ثلاثة أيام أن الرجل الذي يحمل زوجته أخطاء الآخرين لديه نقص رجولة وهذا تراكم تاريخي لن يتغير، وأن الغضب السريع ولو وجد المبرر له ليس من صفات ولي الأمر والقائم على المرأة، وأنا أريد مودة ورحمة، وأن الرجل الذي يغار يستحق الاحترام بينما الذي يشك ويتخيل عقابه الرحيل عنه غير مأسوف عليه، والأهم من كل ما سبق «أنني استحق رجلاً يليق بي».
نعم لقد تحولت رحلة العسل لصاحبتي إلى «خضرة وماء ووجه عفِن»، ولكن كم امرأة فعلاً تردد وتؤمن بأنها «تستحق رجلاً يليق بها»؟!