مخلد الشمري
أتعجب وأستغرب ولا أطيق تصرفات وكلام اغلب هؤلاء العرب الذين استذبحوا للجوء لدول الغرب ووصل اغلبهم إلى مطاراتها وشواطئها وموانئها وحدودها البرية، إما محروما أو بائسا أو مطاردا أو خائفا أو جائعا أو مضطهدا أو مدعيا بكذب احد أو كل تلك الأشياء، ثم بعد أن يكرموا ويأمنوا ويشبعوا ويستقروا ويستفيدوا من كل التسهيلات الإنسانية والقانونية التي تتفضل عليهم بها وتهبها وتمنحها لهم دول الغرب دون أي مقابل، بدءا من رواتب عالية وبيوت وشقق فخمة وانتهاء بتجنيسهم واعطائهم نفس حقوق مواطنيها الأصليين، حتى يحترف ويبدأ كثير من هؤلاء اللاجئين الجاحدين مسلسل وحلقات التمرد والنكران، واستغلال الحرية وحق المواطنة، في لعنة الغرب ودوله وتخريب امن واستقرار مجتمعاته الآمنة لقرون طوال، بدلا من لعن المتسببين بطردهم من بلادهم الأصلية التي جاءوا منها ـ معدمين ـ وانتقادهم بل والحقد عليهم.
لا استوعب، بل ولا أريد أن افهم أو اسمع ما يردده دائما كثير من هؤلاء الجاحدين الناكرين لكرم دول الغرب عن حنينهم ـ التمثيلي ـ لأوطانهم التي اضطهدتهم، أو عن الاشتياق المزيف الدائم لمجتمعاتهم التي طالما اشتكوا كثيرا من فوضويتها وسلبيتها، ولن أصدقهم حتى وان غلفوا ذلك ـ زورا وبهتانا ـ بفقدهم لما يسمونه بالحياة الاجتماعية والأسرية المحافظة أو الأجواء الدينية والروحانية في دولهم ومجتمعاتهم الأصلية، وكلما سمعت أحدا منهم يتحدث عن تلك الأشياء غير المفهـــومة أصاب بالغــثيان، واتأكد جازما بأن الهدف الذي استذبح علــــيه هؤلاء باللجوء لدول الغرب الإنسانية، قد تحقـــق وهو في اغلبه الساحق هدف مادي أو الحصول على الجنسية التي تكفل للاجئ حماية وتباهـــيا وعيشا كريما، حتى وان عاد للعيش ـ بإرادته ـ في دولتــه الأصلية.
إني انصح كل لاجئ لجأ للغرب، وكل من يفكر باللجوء لدول الغرب ـ هذا أن لم تغلق دول الغرب أبوابها بالأقفال وأحاطت حدودها بالأسوار بسبب ما عانته من أغلبية حمقاء وتعيسة من اللاجئين ـ انصحهم بالاندماج التام والكامل في مجتمعهم الجديد الغربي الذي حماهم بعد خوف وأطعمهم وأشبعهم بعد جوع واعزهم بعد ذل وحرمان، كما أنني انصح كل من يتمتع بنعيم الغرب ويعيش في جنة الغرب، بألا ينكروا خير وفضائل دول الغرب، وألا يجحدوا طيبة وكرم مجتمعات وقوانين الغرب الإنسانية ـ وقبل كل ذلك ـ انصح هؤلاء المعقدين المعتقدين أن باستطاعتهم الاختباء وراء الحرية الكبيرة وحقوق المواطنة التي وهبتها دول الغرب لهم ويريدون استغلالها لابتزاز سلطات دول الغرب ـ انصحهم ـ بالعقلانية والتفكير مليون مرة قبل مطالبتهم بوقاحة لسلطات تلك الدول، بمطالب غير معقولة لا هدف منها سوى تغيير طبيعة وصورة حياة ومعيشة المجتمعات الغربية التي ألفها أفراد شعوبها منذ آلاف السنين، فالغرب سيبقى غربا حتى ولو لجأ إليه ملايين الشرقيين التعساء وبالذات هؤلاء الذين لا يريدون نهائيا أن يستوعبوا أن هذه الحياة أوجدت للجميع ولشعوب ومجتمعات متعددة ولأديان ومعتقدات متعددة وليس لدين ولمجتمع واحد.
فاندمجوا.. تصحوا يا أيها الذين استذبحتهم من اجل اللجوء للغرب ثم شبعتم في دول الغرب التي آوتكم ولقنتكم معاني الحرية، وبعد ذلك، تفرعنتم واستغللتم تلك الحرية لتخربوا وتدمروا تقدم وسمعة وديار ومجتمعات الدول التي رحمتكم وعلمتكم كيف تكونون أحرارا.