مخلد الشمري
أزمات البلد في أغلبها «مفتعلة ومصطنعة» و«نقول أغلبها» لأن جميع بلدان العالم لا تخلو من الأزمات، بل وفي دول كثيرة في العالم تعتبر الأزمات مصدرا للتقدم وركيزة للحراك وللتطور، بل وتعد مصدرا رئيسيا للإلهام وللتفكير للأمام، لأن المجتمعات دون الاستفادة من الأزمات تتجمد وتتعقد وتتأزم معيشتها، وعندها يصبح هذا النوع من التأزيم غير المفيد، جزءا لا يتجزأ من قدرها الأسود!
لا أريد أن يحاول أحد ما أن يقنعني بأن ما يحدث ويحصل من أزمات الآن في ساحتنا المحلية هو في صالحي أو لفائدتي كمواطن، وقبل ذلك في «صالح» أو لفائدة وطني، فبالإضافة إلى أن كل مواطن «صالح» لا يتمنى الأزمات لوطنه، أتمنى أنا كمواطن «شبه صالح» أن يتخطى ويعبر وطني كل أزماته المفتعلة منها وغير المفتعلة لأن ذلك في صالح الوطن والمواطنين، وخبرة تضاف، للاستفادة منها في ترسيخ وتثبيت صورة الوطن، كوطن حقيقي بعيون كل أبنائه، ماعدا هؤلاء الذين ينظرون ويفرحون للأزمات كوضع يستفيدون ـ هم ـ منه، أو كوضع يُلهي الأغلبية الصامتة بالأزمات المكررة والمصطنعة والمفتعلة لكي تزهق وتمل هذه الأغلبية الصامتة المحبة لوطنها، في حين لا يستفيد من ذلك سوى غير المفيدين من أبنائه وهو وضع لن نصل إليه نحن المواطنين الصالحين، وشبه الصالحين ـ وأنا منهم ـ حتى لو حاول هؤلاء غير المفيدين وغير الصالحين دفعنا إليه دفعا كل لحظة وكل دقيقة وكل يوم!