Note: English translation is not 100% accurate
رحيل قوات التحرير بعد استقرار العراق
الأربعاء
2007/6/6
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : مخلد الشمري
مخلد الشمري
كل من يطالب هذه الأيام بانسحاب قوات التحالف المحررة للعراق من العراق هو إما شخص لا يستوعب الأحداث، وإما شخص لا يتمنى الاستقرار للعراق.
وإما شخص يدعم الإرهاب، سواء كان هذا الشخص عراقي الجنسية لم يشعر ـ متعمدا ـ بفائدة تحرير بلاده من حكم نظام اعتبر من أقدر الأنظمة التي مرت بتاريخ الإنسانية، أو كان شخصا أجنبيا ـ دعس أنفه في شؤون العراق الداخلية من دون فهم دقيق لكل الأوضاع فيه.
لقد «بربر» الطاغية صدام، الحياة العراقية، ودمر حياة العراقيين بإغلاقه البلد وإفقاره، وعزله عن العالم، بحيث أصبح كل كاره لنظام صدام، وحالفه الحظ بمغادرة العراق وقتها لا يفكر بعدها نهائيا في العودة مرة أخرى للعراق، بعد أن حوله الديكتاتور المستبد والمقبور إلى سجن كبير سجن فيه كل العراقيين بكل ما تحمله كلمة سجن من معنى، ولم يستثن من معاناة هذا السجن كبير سوى من حُسب على جوقة المجرمين المنفذين لإجرام النظام وأفعاله الكريهة المؤكدة رغم صعوبة تصديقها وتخيلها.
لهذا انعزل عن العالم وتغيراته السريعة، الأغلبية الساحقة من الذين أجبرهم حظهم البائس والتعيس على أن يبقوا بالعراق تحت حكم الديكتاتور والمجرم المقبور صدام وزمرته، وكان نتيجة هذا البقاء الإجباري هو حرمانهم من مواكبة التطور والتغير الهائل، الذي حصل بالعالم في العقود الأخيرة، بل وحتى يوم 9 ابريل العظيم والمجيد، يوم سقوط صنم ساحة الفردوس وتحرير العراق من «نسخته الأصلية» وهروبه للاختباء في حفرة، حتى تم القبض عليه ذليلا، ولم يكن في العراق نهائيا أي نوع من التكنولوجيا الحديثة، موبايل وستلايت وانترنت أو تعامل بالبطاقات البنكية وأجهزة السحب المالي الآلي.
وهي أشياء انتشرت في كل دول العالم في العقود القليلة الأخيرة ما عدا العراق والدول التي شابهت أنظمتها نظام المجرم صدام في القسوة والاستبداد والظلم، بل ولم يكن بالعراق حتى بيبسي كولا، وفاكهة الموز وفروع للمطاعم العالمية.
لذلك لا عجب أن شاهد العالم اليوم تلك الأحداث المؤسفة ـ والمؤقتة ـ التي تحصل في العراق هذه الأيام، وما سبقها من أيام وشهور وسنوات، منذ تحرير العراق، وهي أحداث من الطبيعي حصولها برحيل وسقوط وانهيار نظام استبد وقتل ودمر وخرب وظلم وتكبر لعقود طويلة لم يكن له فعل أو عمل سوى بذر وزرع الطائفية، والعنصرية، والفقر والجهل والحرمان والبؤس، وتجريد المواطنين من حقوقهم ومن إنسانيتهم، ومنعهم من مواكبة تغيّر وتطوّر هذه الحياة لعقود.
لهذا فإن كل من توقع «بخباثة» أن تبث وسائل الإعلام وكاميرات التلفزيونات والفضائيات من العراق بعد تحريره، صورا لمدن عراقية مبهرة وحديثة بمبان فخمة وجميلة وببنى تحتية وناطحات سحاب تضاهي بنى أفخم مدن العالم، أو أنها ستنقل صورا لمواطنين عراقيين مرفهين ويقتنون أحدث السيارات وآخر الابتكارات العالمية ومرتدين لملابس بآخر صرعات الموضة، هؤلاء هم أنفسهم الذين يطالبون اليوم برحيل القوات المحررة للعراق، وهو شيء لن يحصل حتى يهدأ العراق ويستقر ويتعمر مرة أخرى.
اقرأ أيضاً