مخلد الشمري
«لنغير» مناهجنا التعليمية، «فحتى» جامعة «هارفرد» أعظم جامعة في هذا العالم.
غيّرت وبدلت قبل أشهر كثيرا من مناهجها الدراسية، لتحافظ على صفتها كأرقى وأعظم جامعة في هذا العالم، و«لنبدأ» بصورة جدية في تغيير المناهج «حتى» لو حاول هؤلاء الكارهون بصورة عمياء وبغيضة للتقدم وللتغير وللحداثة تعطيل هذه البداية، أو قصدوا وتعمدوا وضع العراقيل أمامها بالحديث السخيف والمتكرر والتافه عن أن تغيير المناهج الدراسية هو بعد عن الدين والأخلاق، وعما يسمونه بالعادات والتقاليد، وثوابت الأمة، تلك الاسطوانة المهترئة التي يتحجج بها دائما هؤلاء الذين يريدون الجمود الدائم لمجتمعنا.
نحن لسنا بمعزولين عن هذه الدنيا وعن هذا العالم الذي يريد متطرفو ومتعصبو وراديكاليو وتقليديو مجتمعنا عزلنا عنه، بالترهيب وبالتخويف وكأننا الوحيدون في هذا العالم الذين نمتلك ثوابت أمة أو دين أو أخلاق أو طقوس لعادات وتقاليد، لا اعتقد انها تصل في العراقة وثبات الجذور والقدم لنسبة قليلة من عادات وتقاليد وطقوس حياتية لدول مثل اليابان والصين والهند ودول أخرى كثيرة لم تمنعها عاداتها وطقوسها ودياناتها عن اللحاق بقطار العلم والتطور والتقدم والحداثة وركبه جنبا الى جنب مع دول الغرب المتقدمة علميا واجتماعيا، وقبل ذلك عريقة الحضارة والتقاليد والتاريخ.
لم يكن لكثير من أفراد أجيال مجتمعنا الماضية والحالية، حظ بالتغيير بسبب جمود وتعاسة المناهج التعليمية لهذا استقبلنا - بأفواه مفتوحة متعجبة ومستغربة - كل اكتشافات واختراعات ومنتجات العالم المتقدم، لهذا ان لم نبدأ فورا بتغيير تلك المناهج التعيسة وتجاهل اعتراضات أعداء التغيير، سنبقى كذلك، بل وسيصبح الكثيرون من أفراد الأجيال القادمة صيدا سهلا لشباك وأفكار أعداء الحياة والذين هم قبل ذلك أعداء التغيير.