كلنا مثقلون بالآلام والمعاناة كل حسب ظروفه وقدره في هذه الحياة، وبما ان نتائج الظروف متشابهة وان اختلفت النسبة فهذا شيء يدعونا لجعل الحياة ابسط وأهون، لان الحياة نفسها وجدت بسيطة، ونحن البشر من جعلناها معقدة بحيث تبدو كأنها تضيق بنا، ومكونات هذا الضيق هو تلك الآلام والمعاناة التي نختلقها ونثقل ونتعب انفسها بها، فلا تتألموا بعد اليوم، فمهما صعبت او تعقدت الامور والاشياء ـ فلابد ـ في النهاية من حلول لها!
كل بشر هذه الحياة مروا وسيمرون بأحاسيس انسانية مختلفة، حتى داخل النفس الواحدة تتغير المشاعر والاحاسيس كل لحظة، ـ فقط ـ تختلف نسبة الاحساس بين فرد وفرد آخر، فهناك من يشعر بالسعادة اكثر وهناك من يشعر بالتعاسة أكثر، وحتى حياة العوز والفقر والبؤس بداخلها سعادة وبهجة وفرح، ومقابل ذلك هناك مشاعر تعب وحزن وآلام لابد ان تمر حتى على من أوجدتهم الأقدار ليعيشوا بظروف مرفهة وسعيدة، والحقيقة النهائية تقول انه لا يمكن ان يشعر اي فرد بشعور واحد طوال ايام حياته مهما خلق بأي نوع من ظروف الحياة!
نعم الحياة هذه الايام «صعبة»، وصعوبتها تختلف حسب مكان المعيشة وحسب رؤية وفهم انسان لآخر، وتلك الصعوبة هي التي تطبع المعاناة على وجه الإنسان، فكل له رغباته وأحلامه وطموحه، ولكن هل على انفسنا ان تصبح كالمكائن تعمل طوال الوقت، ونهملها ان انتفت فائدتها لاي سبب من الاسباب؟ وهل علينا ان نخلق حدا فاصلا داخل حياتنا بحيث يبدو الانسان بعد تخطي وتعدي هذا الحد كالميت حتى وهو حي؟!
فانظروا للحياة من أبعاد اخرى متعددة ومن زوايا مختلفة فحتما ستتغير الصورة وستختلف الاحاسيس والمشاعر وقبل كل ذلك ـ ستتغير ـ أوضاعكم ونفسياتكم خاصة اذا كانت بائسة وتعيسة ـ مثلي شخصيا في السابق وأكرر في السابق من الظروف والأيام!
[email protected]