مخلد الشمري
متأكد كل التأكيد، ومثلي كثيرون وكثيرون، ان عبث بعض النواب لن ينتهي ولن يقل ولن يعود لحجمه الطبيعي، مهما تعددت وكثرت وتنوعت مجاملة هذه النوعية من النواب، بعد ان وصل السلوك العبثي لكثير منهم ليس فقط الى حد التدخل السافر اليومي في صميم عمل السلطة التنفيذية، بل وصل الى حد المجاهرة بالطعن في عمل ونزاهة الشرفاء والى حد الترويج العلني للطائفية وللفئوية بين ابناء الوطن الواحد، وقبل كل ذلك وصل الحد الى جعل توافه الأمور، قصصا وعجائب وحكايات وروايات عظمى لإلهاء الشعب بها، عوضا عن مراقبة أداء اعضاء الحكومة -بجدية- وهو الشيء الوحيــد الــذي يمتلكــه النــائـب كونه عضوا في المجلس.
لا يستطيع أي شخص «طبيعي» ان يفهم كيف يستطيع نائب «عبثي» ما مراقبة أداء وزير ما، وهو يتبع الوزير بصــورة شبــه يــوميــة، كظله، في سبيـل الفوز بتوقيعه عـلـى معــاملــة تــافهــة وغيـــر قــانــونيــة فـــي كــل الأوقـات؟!
كما لا يستطيع أي انسان «عاقل» في هذا الكون ان يستوعب مجاهرة البعض بالفخر باستطاعة الجمع بين التوسط اللاقانوني واللامنطقي واللاأخلاقي وبين ادعاء المحافظة على تطبيق القانون؟!
فهل وصلت الأمور الى تكون شخصية كويتية بهلوانية جديدة، يمكن جمع كل التناقضات بداخلها؟ أم انها شخصية مهرجة معقددة خلقتها تراكمات الفوضى والاستسهال «العظيم» مع اشخاص لا يمكن التساهل معهم ولو للحظة واحدة لأن الخراب هو فقط سيكون نتيجة هذا التساهل الذي لم نشهد مثيله في التاريخ الحديث.