مخلد الشمري
سافروا الى دول شرق اسيا لتشـــاهـــدوا بأنفسكم وبأعينكم كيف تتحول الاحلام الى حــــقائق وانجازات، ولتتعلموا كيف تفكر العقول الذكية وتخترع الافكار لتجذب آلاف المليارات من الدولارات من جميع انحاء هذه الارض، لتستثمر في شرق آسيا ارض الاحلام والمستقبل والاستقرار.
ففي كل مرة اسافر الى شرق آسيا انبهر اكثر، واتساءل كثيرا «وبفم» مفتوح مستغرب: ما الذي يجعل دول شرق اوسطنا تراوح في مكانها ولا تستطيع حتى القيام بشبه محاولات حقيقية لتقليد دول شرق آسيا، والسير مثلها او على خطاها في التنمية والتطور والتغير للافضل والتفكير بالمستقبل؟ هل هي المعتقدات او العادات والتقاليد؟ لا اظن فشعوب الشرق الاقصى وشرق آسيا هي تقريبا «اكثر» شعوب هذه الارض فخرا وتمسكا بدياناتها وعاداتها وتقاليدها وطقوسها، وبالتالي فإن تلك الاعذار غير مقبولة من شعوب وانظمة شرق اوسطية، لا هواية ولا عمل لاغلبها الساحق سوى المتاجرة بالقومية وبالدين وبالمذهب وبالعادات والتقاليد وكأنها وحدها فقط في هذا العالم وفي هذه الدنيا وفي هذا الكون تمتلك مثل تلك الاشياء.
لهذا اكرر مرة اخرى وسأكرر ترديد ذلك ما استطعت واصرخ واقول واعلن ان الحاضر وكل المستقبل القريب منه اوالبعيد هو للشرق المبدع والافضل - شرق آسيا - وعلينا على الاقل ان نرتبط بعلاقات وثيقة واستراتيجية متينة مع هذا الشرق الافضل إن كنا لا نستطيع ان نفلت أو ان نفك قيدنا من اسر انفسا لانفسنا في سجن الشرق الاوسط العقيم والمريض، ففي عصر العولمة لن تتقدم اي امة واي دولة واي شعب واي مجتمع يضع او يجمد او يسجن نفسه في اطار واحد «ممنوع» على اي فرد منه مجرد الهمس للحث على الخروج من هذا الاطار او تغيره او على الاقل تطعيمه وافادته بتجارب اخرى من شعوب اخرى.