مخلد الشمري
مؤسف جدا ان يكون لبنان حتى هذه اللحظة وطنا بلا رئيس، ومؤلمة جدا جدا تلك الأزمات المتكررة والمفتعلة التي جعلت لبنان منذ شهرين تقريبا بلا رئيس، والأكثر إيلاما هو ان ينفذ بعض اللبنانيين حرفيا تعليمات وأجندات قريبة أو بعيدة ليستمر وليترسخ الفراغ الرئاسي ويبقى قصر بعبدا الجميل، المقر الرسمي للرئاسة اللبنانية، بلا ساكن وبلا رئيس!
وبالتالي يبقى اللبنانيون بلا تفاؤل وبلا أمل وبلا مستقبل!
ان المعنى الوحيد للفشل المتكرر والمتعمد للمبادرات المتوالية لحل الأزمات وبالذات أزمة الرئاسة اللبنانية وفراغ كرسي الرئاسة هو انه لا أحد من الأفراد والأطرف المسببين لتلك الأزمة المعقدة والخطرة أو بالأحرى الأدوات المحلية اللبنانية لمسببي تلك الأزمة يريد التنازل لأجل لبنان، ويبدو أيضا ان البعض فعلا لا يريد أي انطلاقة للبنان، بل ولا يريد مجرد التفكير بالتعايش مع فكرة ظهور بشائر استقلال لبنان!
رغم كل تلك السوداوية ورغم كل هذا التشاؤم الذي يعمل ويريد البعض ان يجعله قدرا مستمرا نهائيا للبنان وللبنانيين، أشاهد نورا كبيرا ساطعا وسط نفق أزمات لبنان يبشر بنهاية أغلب أزمات لبنان وبالذات أزمة الفراغ الرئاسي التي يجعلني التفاؤل الشديد بقرب حلها، أتفاءل أكثر بأن حلها هو حل «أوتوماتيكي» لبقية الأزمات التي تسبح وتسير في فلك هذه الأزمة الكبيرة (أزمة فراغ كرسي الرئاسة)، لأن وجود بلد كلبنان بلا رئيس أو رأس أزمة كبيرة بل وأكبر من كبيرة، لذلك فإن كبيرة الكبائر ان يعمل البعض على «إفراغ» قصر بعبدا من ساكنيه.