مخلد الشمري
الاحداث غير المفهومة، التي تطفو كل فترة بسيطة واخرى على الساحة المحلية، وبالذات في هذه الايام لا يمكن ان يصفها اي عاقل بأنها حراك سياسي او حراك اجتماعي، لانه اصلا لا ينطبق عليها اي معنى لمصطلح حراك هذا المصطلح الضروري جدا لحدوث اي تقدم وتطور ايجابي في مجتمع ما في هذا العالم، واجد كلمة فوضى هي التفسير الاقرب للحقيقة وللصحة وللخيال لما حصل ويحصل من احداث غير منطقية، وغير صحية وغير مفهومة ومتكررة يعجز عن تحليلها حتى من نجح واستطاع فهم وتحليل اصعب واعقد المشاكل والبلاوي والعقد والازمات.
فوضى الاحداث هذه لم يسببها «العزيزو» او العين الحارة كما ردد ويررد البعض كل فترة واخرى بل هي نتائج فوضوية، سببها الاول والرئيسي في نظر ورأي كل مواطن جاد هو سياسة التراخي والاستسهال والتعامل بالنيات الطيبة مع اشخاص كثيرين في هذا البلد لا ينفع معهم التعامل بمثل هذه السياسة وبمثل هذه المعاملة، اضافة الى هذا السماح غير المفهوم نهائيا بوضع كل مقدرات ومؤسسات البلد، ضحية وحيدة ومرتعا وحيدا لتجاذبات ولصراعات مسرح ولعبة السياسة المحلية كوسيلة غير منطقية للارضاء وكأداة لاسكات ممتهني خلق الازمات، وهواة ممارسة الشعارات المستمرة الفارغة، فساهم ذلك في طمع ورغبة كثيرين من كل فئات وطوائف المجتمع بالمشاركة في هذه اللعبة التي لا رأس مال لها سوى التهديد والتحدي للاستفادة بسهولة وبيسر على حساب مستقبل اقتصاد وامن وهدوء ووحدة الوطن، وقبلها على حساب البقية الباقية من مواطني الدولة الذين يرفضون المشاركة بلعبة مؤسفة هي لعبة استغلال الكويت.
كانت اصعب واقسى وامر واشقى والعن ايام هذه الحياة على الكويتيين هي ايام اشهر فقدان الوطن السبعة التي ذاق خلالها كل مواطن شريف مرارة معنى فقدان الوطن والارض والامان والدار والاستقرار والمستقبل وفقدان كل شيء، وهذا سبب كاف ووجيه ومنطقي وصحي واضح ومفهوم يجعل كل من يعتقد بسذاجة او بغرور، انه اهم او اكبر من الكويت بأن «يطخ» ويعود لعقله ولرشده ولواقعه ولضميره، ويطلب الغفران من الكويت، فالعودة لاحضان الكويت الدافئة امان واستقرار واطمئنان وفائدة لا تعادلها فائدة اخرى.