مخلد الشمري
نعم انها الذكرى المجيدة العظيمة المطبوعة بالوجدان، الخامسة، ليوم 20 مارس 2003 الذي كان بداية النهاية التي أسعدت كل شرفاء هذا العالم باختفاء وزوال اقذر نظام عرفته المنطقة في تاريخها الحديث، نظام المقبور صدام وأبنائه و«جلاوزته» من مجرمين منهم من أعدم ومنهم من هلك، ومنهم من هرب، وكثير منهم ينتظر عقابه أو شنقه أو اعدامه في القادم من ايام او سنوات!
وعلى هامش هذه الذكرى المجيدة الخامسة نقول ونذكّر مجددا بأنه يكون واهما جدا كل من اعتقد ان العراق كان سيستقر فورا او سيتعافى دون المرور بفترة انتقالية مهمة وضرورية جدا، لتطبيبه ولتأهيله ولتنظيفه ولتطهيره ولتعقيمه من آثار وافعال شائنة جراء سيطرة وخطف عصابة مجرمين جهلة لمقدراته ولثرواته لمدة أربعة عقود عاثوا فيها فسادا وقتلا وسرقة وتدميرا وظلما بكل ما تحمله تلك الكلمات المعيبة من معنى وأكثر، بل اني اظن ان تلك السنوات الخمس التي مرت بسرعة منذ تحرير العراق ليست كافية وربما يحتاج العراق لعدد آخر من السنوات ليعود بلدا طبيعيا، كغيره من البلدان الطبيعية في هذا العالم، وان كانت ثروات وموارد وامكانيات العراق الطبيعية الهائلة ستساعده كثيرا في اختصار سنوات الفترة الانتقالية، وستساعده على تخطي كثير من العقبات اضافة الى المساندة الصادقة والمساعدة الضخمة ماليا ومعنويا التي تلقاها ويتلقاها العراق من محرريه منذ تحريره!
بالتأكيد حزن وتألم، ومازالا، من كل شرفاء العالم لرؤية مناظر الدماء التي تسفك وسفكت بالعراق منذ تحريره والتي أجهضت وقللت من مظاهر الفرح بالتخلص الأبدي من النظام البائد الذي سفكها وكان السبب في سفكها، الافعال والجرائم الشائنة لعصابات الاجرام المحلية والعصابات التي تسللت خلسة لارض العراق من الخارج، الا ان هذه الدماء التي سالت فداء للعراق هي ايقونة العراق الجديد، وكان لها الدور الرئيسي لعودة العراق معافى ووطنا وحضنا دافئا لكل مواطنيه وبلدا طبيعيا بنظام طبيعي «وراق»، وبلدا لا يتحكم في رقاب أغلب مواطنيه عصابة مجمل افرادها من اقذر وأحقر وأجهل وأتعس البشر، هذا ان استحق افراد عصابة المشنوق صدام الأوباش وصفا بكلمة «بشر»!